أول ما يلاحظه الزائر الأجنبي لدول الخليج العربي في المظهر العام لمواطنيه أن الغترة والعقال والثوب مازالت تقف شامخة على الرؤوس بالرغم من موجات الموضة التي تجتاح الملابس الرجالية في جميع أنحاء العالم ، فبقي الزي السعودي كما عرف من قبل صامداً في وجه الاتهامات التي تطلق عليه باعتباره زيا غير عملي. وقد اتجه العديد من مصممي الأزياء خلال السنوات لتطوير الزي السعودي بأساليب مبتكرة وحديثة تناسب الطابع العام ووفق التقاليد الاجتماعية دون الخروج عن الخطوط الحمراء التي قد توقع البعض في السخرية والانتقادات من قبل الآخرين. ويرى مصمم الأزياء الرجالي وصاحب ماركة "ثوبي" حاتم العقيل أن تطوير الزي السعودي لا يعني سوى إدخال تجديدات وإضفاء رونق عليه مقبول لدى الجيل الجديد، وليس معنى ذلك إفقاده هويته. وقد شهد الزي السعودي الرجالي تصميمات مثيرة وجذابة في الآونة الأخيرة مشيرا إلى أنه أدخل 6 أنواع لتصميمات جديدة على الثوب الرجالي منها التصميم العملي للثوب وأخرى للرجال الأعمال وزي خاص للشباب العاملين في البنوك ونوع آخر يكون به العديد من التطريزات . وأكد أن أكثر التصميمات التي لقيت إقبالا من الشباب كان الثوب البهويلي الذي يعتمد على رسم صور معينة عليه ثم تطريزها بطرق احترافية ويزداد الإقبال على هذا النوع من التصميمات في شهر رمضان والأعياد وهناك تصميم للأطفال من عمر 4-12 عاماً ترسم عليه رسومات متحركة ويطرز بالخيوط. وأضاف أنه يتم كتابة عبارات على الأثواب حسب طلب الزبون. وهناك كذلك الثوب الرياضي والكلاسيكي ويرتدى في الأعراس والاحتفالات حيث يتميز بالتطريز الخفيف. وأشار إلى أنه تم إدخال ألوان جديدة على الأثواب الرجالية كالبيج والرمادي والسماوي والكحلي إلى جانب القصات التي تختلف من مصمم إلى آخر وتضيف رونقاً وجمالاً على الزي السعودي. وأكد العقيل أن الغترة والعقال لم يشهدا تطورا أو تعديلات بإدخال تطريزات أو لون جديد على الشماغ لكن في المستقبل قد يكون هناك تعديلات جديدة تكون أكثر قبولاً لدى المجتمع . وأشار مصمم الأزياء الرجالية فيصل المحياوي إلى أن الثوب السعودي لا يزال محتفظاً بهويته وله أساس راسخ لكن تم إدخال تعديلات على هذا الزي ليصبح تصميما بسيطا وبه تطريزات خفيفة لكي يتمكن الشاب من لبسه في كافة المناسبات ويعتبر زيا عمليا . وهناك من رجال الأعمال من يفضل هذه النوعية من الزي الذي يطعم بالتطريزات الخفيفة بعيداً عن التكلف. وأضاف أن الزي السعودي يعطي الرجل حرية أكثر في الانتقال تفوق تلك الحرية التي يمنحها الجينز لمرتديه . ومن الملفت أنه في الوقت الراهن أصبح هناك إقبال من الشباب على تفصيل الأثواب الرجالية بدلاً من ارتداء الجينز باعتبار أن الثوب السعودي يعطي الشاب الشعور بالثقة والحرية أكثر من الملابس الأخرى. وكشف أن هناك محلات لتفصيل الأثواب الرجالية تدخل على الثوب تطريزات وألواناً نسائية مما قد يعطي صورة سيئة ويطمس معالم الثوب ويعرض البعض للذم. وأضاف أنه تم إدخال تعديلات على الشماغ بطريقة لا تفقده هويته بتطريز جوانبه بشكل خفيف ، لافتاً إلى أنه تم طرح أشمغة بألوان جديدة كالبرتقالي لكن بشكل خجول لأن هذه الألوان لا تناسب الثوب وتشعر من ينظر للشخص الذي يرتديها بالنفور، مؤكداً أن تغيير لون الشماغ فيه نوع من الجرأة التي تحتاج لوقت طويل للتفكير في هذا الأمر ولا يمكن للمجتمع قبول هذه التغيرات، وهذا التغير لابد أن يكون بالشكل المطلوب الذي يتماشى مع العادات والتقاليد في المجتمع. ويرى الشاب أسامة صالح أن التصميمات الجديدة للزي السعودي أعطته نوعا من التحرر عن السابق مما دفع الشباب إلى الإقبال عليه بشكل ملفت لكن بحثاً عن التصميمات التي يجد فيها الشباب نوعا من التغيير الذي لا يفقده هويته. وأضاف أن ما يتم طرحه في الأسواق من تصميمات مختلفة للثوب السعودي مقبول نوعا ما لكن لابد من أخذ الحيطة في الحفاظ على هويته وبقائه كرمز من التراث السعودي والزي الوطني.