اكتظت مشاغل التجميل النسائية في جدة كغيرها من مدن المملكة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، خصوصاً ليلة عيد الفطر المبارك بالسعوديات، للاستفادة من خدمات المشاغل المختلفة، لاسيما من يقضين أيام العيد ما بين اجتماعات عائلية ومناسبات، كزواج وعقد قران ونحوهما. وتنفق السعوديات مبالغ طائلة في المشاغل النسائية، خصوصاً في المواسم مثل عيد الفطر، وتزيد تلك المبالغ كلما كانت الخدمة أجود وأرقى في المشاغل المعروفة، حتى ولو كانت الخدمة المطلوبة بسيطة جداً، ولا تتطلب مجهوداً كبيراً. «الحياة» قامت بجولة على عدد من المشاغل في جدة، واستطلعت آراء بعض المستفيدات منها في فترة أيام عيد الفطر، وكذلك صاحبات المشاغل والعاملات فيها لمعرفة أسعار الخدمات المقدمة فيها. في البداية، قالت أمل الغامدي: «أتوجه إلى أحد المشاغل قبل العيد بيوم، لأجل قص الشعر أو صبغه، وفي أحيان أدفع اشتراكاً لعدد من الخدمات لحاجتي في هذه الفترة للتردد على المشغل ذاته لوجود مناسبات، ويراوح سعر الاشتراك بين 500 و800 ريال لثلاث أو أربع خدمات». وانتقدت الغامدي في حديثها إلى «الحياة» عدم وجود تسعيرة ثابتة في كل مشغل، موضحة أن السعر الدارج في معظم المشاغل هو ما بين 30 و75 ريالاً لقص الشعر، و150 و750 ريالاً للصبغ، فيما يبدأ سعر الماكياج من 80 ريالاً. وتحدثت هنوف الحربي عن توجه بعض المشاغل للربح السريع في مقابل سوء الخدمة بتكديس الزبائن على رغم قلة العاملات وضعف الإمكانات وارتفاع السعر، وقالت: «توجهت في إحدى المناسبات في أحد أيام عيد الفطر إلى أحد المشاغل الراقية ذات السعر الثابت، وأكدت لي الموظفة قبل تسديد الفاتورة عدم وجود زحام في قسم الماكياج، غير أنني فوجئت عندما صعدت إلى الدور الثاني بزحام شديد، وحاولت استرجاع ما دفعته (أكثر من 200 ريال)، غير أن الموظفة رفضت وعرضت علي الاستفادة من خدمات أخرى، ما اضطرني إلى الانتظار». وتشير سوزان الجهني إحدى المترددات على المشاغل إلى أن المشاغل ومراكز التجميل تفتح أبوابها طوال العام لزبائنها لكن يكثر نشاطها في شكل ملحوظ في المناسبات والأعياد، ويبدأ التنافس في ما بينها لتقديم كل الخدمات التي تجذب أكبر عدد من مرتاديها، وبعضها يستقبل الزبائن إلى ساعات متأخرة. وتابعت: «تنفق النساء الكثير من المال على التجميل والزينة في المشاغل ومراكز التجميل، خصوصاً في أوقات المناسبات». وتقول أم عبدالله (صاحبة مشغل) في حديثها ل«الحياة»: «نظراً لكثرة الزحام في هذه الأيام مع قلة العاملات في المشغل لكونه جديداً، فإنني أقوم بإطفاء لوحة المحل عند وجود زحام حتى لا يتكدس الزبائن، على رغم محاولة بعضهن الحصول على الخدمة عندما يكتشفن أن المشغل ما زال مفتوحاً». وقالت إننا «نتكلف في التجهيز وشراء المستلزمات، في حين أن المستفيدات من خدمات المشاغل يردن أقل الأسعار». وتنتقد هند اختصاصية تجميل في أحد المشاغل والتي اكتفت بذكر اسمها الأول غضب بعض الزبائن من ارتفاع أسعار خدمات معينة في مقابل طلبها في شكل خاص، مشيرة إلى أن المبالغ ما بين 200 و500 هي مبالغ في متناول الجميع، على حد قولها.