تهتم المرأة بجمالها وزينتها، حيث تنفق الأموال الطائلة في سبيل الحصول على مظهر رائع وجذاب، فبعد انقضاء شهر كامل من العبادات والطاعات تكون المرأة مُنهكة ومُتعبة من الطبخ وشاحبة المظهر للمجهود الذي بذلته في إعداد الموائد والأعمال المنزلية، ولذلك فإنها تُقبِل في أيام رمضان الأخيرة على صالونات التجميل، فبعد الركود الذي شهدته المشاغل النسائية خلال شهر رمضان فإنها تنتعش في الأيام الأخيرة من شهر رمضان من قِبل النساء الباحثات عن الأناقة والجمال. «الشرق» زارت عدة مشاغل نسائية في أواخر الشهر الكريم بعد تجهيزها بكل ما يلزم المرأة من أدوات التجميل، وأشارت (أم بيان) صاحبة مشغل نسائي أن صبغ الشعر يحتل المركز الأول من بين الطلبات والإقبال، يليه تنظيف البشرة وعمل الأقنعة، وذلك لإنعاش وترطيب البشرة وإخفاء الهالات السوداء التي تظهر عادة من إطالة السهر في شهر رمضان، ورسم الحواجب ومن ثم نقوش الحناء، وأضافت أيضاً أن أكثر مرتادات المشغل من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 16 إلى 45 سنة، حيث يكثر الإقبال ليلة العيد على قص الشعر. وأشارت إلى أن المشاغل النسائية خلال فترة العيد تشهد إقبالاً من سيدات المنطقة تتفاوت نسبة أعدادهن بحسب شهرة المشغل وما يقدمه من خدمات وخصومات ومهارة العاملات لديه، حيث تعد هذه الفترة فرصة لتحقيق المكاسب للمشاغل الصغيرة التي لم تحقق انتشاراً واسعاً أو شهرة لدى سيدات المنطقة. وتقول أم أحمد إن الإقبال على المشاغل النسائية في عيد الفطر المبارك يكون أكثر بكثير من أي مناسبة أخرى، لأنه فرصة للسيدة لتجدد مظهرها من قصات الشعر والصبغات، فتشهد هذه المشاغل إقبالاً منقطع النظير، مما يجعلها تعيش حالة ازدهار، حيث تعج بالزبونات اللائي يتوافدن عليها من مختلف الأعمار، وتضيف: نستقبل حجوزات العيد قبل العيد بأسبوعين أو أقل، ولكن معظم الزبونات يحجزن ليلة العيد مما يسبب لنا الضغط في العمل على حساب جهدنا وجدول أعمالنا، حيث يكون العمل من خلالها مكثفاً إلى ساعات الفجر الأولى من يوم العيد، إلا أننا نعمل بكل تفانٍ دون تذمر أو استياء كما أضافت أم شذى (وهي كوافيرة منزلية) أن الطلبات تزيد عليها في مواسم الأعياد، حيث إنها تعمل لحسابها الخاص، ونظراً لشدة ازدحام المشاغل النسائية في الأعياد فإن عملها يشهد ازدهاراً، حيث إنها تعمل أغلب ساعات النهار والليل قبل العيد دون كلل أو ملل، ويتراوح مدخولها اليومي من 3000 إلى 5000 ريال، وقد تزيد هذه النسبة أو تقل نظراً للخدمات الإضافية التي تريدها الزبونة من أقنعة للبشرة وصبغ الشعر وغيرها. اختلاف الأسعار وارتفاعها قبل أيام العيد تعيش المشاغل النسائية استنفاراً ملحوظاً لإقبال النساء عليها، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بالإضافة إلى ساعات العمل الإضافية التي تشهدها معظم المشاغل، وعن الأسعار أشارت منى العاملة في أحد المشاغل إلى أن الأسعار تحدد بنوعية الخدمة المطلوبة، فالشعر مثلاً يحدد بحسب نوعيته في الاستشوار وطوله، وكذلك الأسعار بالنسبة لتنظيف البشرة وعلاجها، وأيضاً بالنسبة للحناء، وتشير إلى أن المشغل لا يتم إقفاله إلا بعد أن ينتهي من خدمة جميع الزبوات الموجودات، ولكن بعض السيدات يمتعضن من اختلاف الأسعار وارتفاعها خلال موسم الأعياد ليس من مشغل إلى آخر بل يكون في المشغل ذاته، حيث ترتفع أسعار الخدمات المقدمة عن الأسعار المعتادة في الأيام العادية. وأضافت أن الأسعار في أيام الأعياد قد تصل إلى 40%، وذلك لما يتطلبه العمل من جهد مضاعف لإرضاء جميع الزبونات. نقوش الحناء تمحورت أغلب طلبات الزبونات في المشاغل النسائية ليلة العيد أو قبله بأيام قليلة في نقش الحناء الذي يعد رمزاً للتعبير عن البهجة والفرحة في دول الخليج، حيث ذكرت الحناية أم عماد أن الحناء في العيد والمناسبات تعد شيئاً أساساً لدى المرأة الخليجية منذ الأزل، حيث يكون الإقبال عليها كبيراً، وهي فرصة لرفع الأسعار، حيث إنه يعد موسماً، لاسيما أننا نواجه ركوداً طيلة أيام السنة ماعدا أيام الأعياد والإجازات السنوية، مشيرة إلى أن الحناء يكون سعره في الأيام العادية من 80 إلى 100 ريال على حسب طلب الزبونة، أما في أيام الأعياد والمناسبات فإن السعر يرتفع، وذلك لزيادة الطلب والإقبال عليه، حيث يصل سعر الحناء إلى ما بين 150 و200 ريال، أما العرائس فهناك أسعار أخرى لهن، حيث يصل سعر حناء العروس إلى 800 ريال، كما أن الأسعار ترتفع أيضاً حيث إن الحناء لم يعد كما هي في السابق، حيث إنه أصبحت هناك ألوان عدة للحناء، فاندرج اللون البني والأسود والأصفر، وأيضاً حناء التاتو، كما قد يرتفع السعر أو يقل حسب النقوش المطلوبة في الحناء.