في جلسة ساخنة على هامش مؤتمر «واينبرغ» الذي يستضيفه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أكد مديره روبرت ساتلوف أن كلاً من الأردن وإسرائيل يرون ثلاثة احتمالات للأزمة في سورية أسوأها هو «نزاع طويل يؤدي إلى حالة تطرف في البلاد»، فيما سأل المسؤول السابق في البيت الأبيض دنيس روس عن إمكانية «تعقيد أي انخراط أميركي عسكري طويل في سورية» للمفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني. وقال ساتلوف الذي أدار جلسة الحوار أنه وبعد زيارة له لكل من الأردن وإسرائيل أن «الجو الإقليمي» يذهب باتجاه وجود ثلاثة خيارات للأزمة :الخيار الأول هو في نجاح النظام وكسبه المعركة، والثاني هو في نهاية سريعة للنظام يسهلها التدخل الخارجي، والثالث هو دخول البلاد في نزاع طويل يؤدي إلى تطرف أكبر وعسكرة للأزمة. ولفت ساتلوف إلى أن مخاوف الجانبين الإسرائيلي والأردني هما إلى حد كبير من «الخيار الثالث» أكثر منه الخيارين الأول والثاني. وشارك في الجلسة الأكاديمي الأميركي اللبناني الأصل فؤاد عجمي والذي دعا الولاياتالمتحدة إلى الإسراع بإقامة منطقة حظر جوي في سورية على غرار تجربة كوسوفو في 1999 وبمساعدة حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، مشيراً إلى أن عدم إيجاد حل سريع للأزمة قد يؤدي في المدى الأبعد «لتغيير جغرافية سورية». واعتبر عجمي أن مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان هي بمثابة «شريان حياة» لنظام بشار الأسد، وأن إدارة باراك أوباما «تختبئ وراء روسيا لشراء الوقت في سورية» وإلقاء اللوم على موسكو فيما «هي غير مستعدة للقيام بشيء». غير أن السفير الأميركي السابق لدى سورية ثيودور قطوف اعتبر أن روسيا «لها ذاكرة طويلة وأسنان حادة، وهي لم تنس كوسوفو 1999 أو ليبيا»، ورأى أن الرد الروسي على كوسوفو جاء في 2008 في جورجيا. وشدد السفير السابق على أن الجانب الروسي يبقى مفتاحاً لإحراز تقدم لحل الأزمة، ورأى أن على الرئيس الأميركي أوباما أن يسأل نظيره الروسي فلاديمير بوتين لدى لقائهما خلال أسبوعين، «ماذا يريد مقابل التعاون في الملف السوري»، وتوقع أن يتبدل موقف موسكو لاحقاً وبسبب المصالح المشتركة التي تجمعها مع الولاياتالمتحدة. وحذر قطوف من صعوبة إسقاط النظام السوري من خلال «القوة الجوية» ودعا إلى استنفاد كل الأدوات الديبلوماسية ووسائل الضغط قبل التفكير بأي خيار عسكري. وشملت الجلسة مداخلة قصيرة لروس سأل فيها عجمي «عن إمكانية تعقيد أي انخراط عسكري أميركي طويل في سورية للمفاوضات الدولية مع إيران حول ملفها النووي» وخصوصاً في حال عدم سقوط الأسد سريعاً، والذي يعتبر أكثر استعجالاً وأولوية لدى واشنطن اليوم. وكان رد عجمي بالقول إن «ضرب الأسد لا يمكن إلا أن يساعد في حصد تنازل من إيران».