واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي معركة الأمعاء الخاوية التي بدأوها قبل 18 يوماً، في وقت كشف وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن الأسرى يدرسون عرضاً قدمته لجنة من إدارة السجون الإسرائيلية في شأن مطالبهم الخاصة بتحسين شروط حياتهم الإنسانية في السجن. وأشار قراقع إلى أن لجنة إدارة السجون توجهت إلى سجن «شطة» أمس، وإلى سجن «هداريم» أول من أمس، وأبلغت ممثلي الأسرى بردودها على مطالبهم، وأنها بصدد الذهاب إلى السجون كافة لإبلاغ الأسرى ردودها. ونقلت وكالة «سما» عن بيان صادر عن وزارة الأسرى أن ردود إدارة السجون تنقسم إلى قسمين: الأول مطالب تمت الموافقة عليها مباشرة، والثاني تأجيل الرد على مطالب أخرى إلى حين درسها خلال فترة قصيرة. وتابع إن لجان الأسرى بصدد دراسة معمقة لهذه الردود على مطالبها لتحديد موقفها منها. رد مصلحة السجون ولخص قراقع ردود إدارة السجون بما يلي: - زيارات أسرى قطاع غزة: تأجيل الرد لمدة أسبوعين بحجة إجراء الترتيبات لذلك مع الجهات المختصة، ومنها الجيش والصليب الأحمر. - العزل الانفرادي: تشكيل لجنة من مصلحة السجون وجهاز «الأمن» تجتمع مرة شهرياً، وتناقش 4 أسماء أسرى لبحث خروجهم إلى أقسام عزل جماعية ومفتوحة. - السماح بالاتصال الهاتفي للأسير مرة شهرياً. - زيادة مبلغ الكانتين (المقصف) 400 شيكل شهرياً. - السماح بإعادة ثلاث محطات فضائية هي «بي بي سي 2» وأبو ظبي روتانا سينما. - السماح بالتصوير مع الأهل مرة كل خمس سنوات وليس مرة واحدة في العمر كما كان سابقاً. - السماح بتجميع الأشقاء أو الآباء مع أبنائهم في سجن واحد. - السماح بزيارات مفتوحة ومن دون شبك للحالات الإنسانية من الأهل. - السماح لأي اسير سابق من الدرجة الأولى بالزيارة. - تحسين موضوع الكانتين لجهة توفير الأغراض الناقصة، بما فيها الفواكه والخضار وتشكيل لجنة لفحص غلاء الأسعار بحيث تتناسب مع أسعار السوق. - السماح بتصوير الأسرى في الأقسام مرة سنويا. - تشكيل لجنة لدرس الحالات الممنوعة من الزيارة من سكان الضفة الغربية لإيجاد حلول لها. - إعطاء توصية لنقل الحالات المرضية من الأسرى في سيارات إسعاف بدل البوسطة واعتماد تقرير طبيب السجن عن هذه الحالات. - التعليم الجامعي: انتظار رد محكمة العدل العليا في ذلك بسبب التماس مرفوع للمحكمة من عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية. كما وجه قراقع رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبه فيها بتشكيل لجنة تدخل سريع لوقف مأساة الأسرى وتصاعد الخطورة على حياة عدد من الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ أكثر من 56 يوماً، خصوصاً الأسرى بلال ذياب وثائر حلاحلة وحسن الصفدي. وأكد أن طرفاً دولياً ثالثاً يجب أن يتدخل في ظل تعثر الحوارات الجارية بين الأسرى وإدارة السجون في شأن مطالب الأسرى الإنسانية. في الإطار نفسه، أفادت بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأممالمتحدة في جنيف أنه بناء على التعليمات الصادرة عن الرئيس محمود عباس في خصوص الأسرى، شهد كل من جنيف، المقر الأوروبي للأمم المتحدة، وبيرن، العاصمة السويسرية للدولة الوديع لاتفاقات جنيف الأربعة، نشاطاً فلسطينياً ديبلوماسياً مكثفاً بهدف رفع المعاناة عن الأسرى وإطلاقهم بشكل فوري وعاجل. وافادت وكالة «معاً» الفلسطينية المحلية للأنباء أن السفير الفلسطيني إبراهيم خريشه سلم مذكرات عاجلة إلى كل من وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركخالتر ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كالينبيرجر، والمفوض السامي لحقوق الإنسان نافي بيلاي، والرئيسة الحالية لمجلس حقوق الإنسان لاورا دوبوي لاسير، ورئيسة اللجنة التنسيقية للخبراء المستقلين والمقررين الخاصين فريدة شهيد، وممثلي الأمين العام للأمم المتحدة المعنيين.وتضمنت المذكّرات رصداً لحال حقوق الإنسان ولأوضاع الأسرى والموقوفين والمخاطر التي يتعرضون إليها، خصوصاً قضية الاعتقال الإداري لفترات طويلة، والعزل الانفرادي لسنوات، وتم تجديد الطلب بضرورة التحرك في شكل عاجل وفوري بموجب الولايات المناطة بهم للضغط على إسرائيل وإلزامها الانصياع والامتثال للقانون الدولي ووضع حد للانتهاكات التي تستمر إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بانتهاجها ضد الأسرى. في هذه الأثناء، شارك الآلاف من أبناء رام الله والبيرة في مسيرة حاشدة للتضامن مع الأسرى، وذلك تلبية لدعوات من المؤسسات والقوى والفعاليات الوطنية بالتعاون مع وزارة الأوقاف التي دعت إلى أن تكون صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام المركزية في البيرة. ودعا المشاركون إلى أهمية التفاعل الجدي والجماهيري من أجل دعم الأسرى في معركتهم وصمودهم بوجه السجانين وإدارة السجون. هنية ينقل رسالة الأسرى لأردوغان وفي غزة، ذكر رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أن الحكومة تجري في شكل يومي اتصالات مكثفة مع سياسيين وديبلوماسيين عربياً ودولياً للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى وتحقيق مطالبهم العادلة. ونقلت وكالة «سما» عنه قوله عقب صلاة الجمعة في خيمة التضامن في ساحة الجندي المجهول في غزة انه «نقل رسالة من قيادات الأسرى المضربين عن الطعام إلى رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان قبل يومين». وتوقع أن تعقد الجامعة العربية اجتماعاً عاجلاً الأحد للإطلاع على قضية الأسرى، مضيفاً: «نأمل في أن تتخذ الجامعة العربية قرارات لا تكون حبراً على ورق». دعوة الى محاصرة سفارات إسرائيل كما نقلت وكالة «سما» عن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور خليل الحية تحذيره الاحتلال من انفجار الأوضاع في القطاع إذا استشهد أي أسير نتيجة تدهور الحالة الصحية. وطالب خلال خطبة الجمعة في خيمة التضامن «الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم ومن يصرخ بالأسرى وعذاباتهم لأن يتحرك لمحاصرة السفارات الإسرائيلية في كل البلاد للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى الأبطال وتحقيق مطالبهم العادلة». وأكد أنه آن الأوان للدول العربية والإسلامية والشعوب أن تتحرك لمحاصرة الاحتلال من أجل أن يعلم بأن للاحتلال ثمناً باهظاً عليه أن يدفعه» إن ثمن الاحتلال غال ولن يتحمله العدو الإسرائيلي ما دمنا نحاصره في كل بقاع الأرض.