في اليوم الثالث عشر من الاضراب عن الطعام الذي يخوضه الاسرى الفلسطينيون داخل السجون الاسرائيلية، وافقت إدارة السجون الاسرائيلية على تحقيق بعض مطالب الاسرى، لكنها لم توافق على المطلب الاساسي وهو وقف العزل الانفرادي لبعض السجناء، في وقت حذر وزير الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع من أن «شبح الموت بات يتهدد الأسرى المضربين عن الطعام منذ 13 يوماً». وأفادت وكالة «معا» الفلسطينية للانباء ان عدداً من الاسرى قال لها في اتصالات هاتفية ان ادارة السجون وافقت على تحقيق مطالب للاسرى وتلبية مطالبهم الاولية حتى يتم عقد جلسة لمناقشة باقي المطالب ورفعها للسلطة العليا في مصلحة السجون. ومن المطالب التي وافقت ادارة السجون على تنفيذها بعد ان كانت سحبتها من الاسرى، هي اعادة بث قناة «فلسطين» الفضائية وبعض القنوات العربية، والسماح بشراء الدجاج كاملاً وليس مقطعاً، ووافقت على عدم خروج الاسرى مكبلين لزيارة الاهل، والسماح لهم بالتزاور بين الغرف والاقسام. وفقاً للاسرى، فإن ادارة السجون لا تزال ترفض الاستجابة لمطلبهم الخاص بالعزل الانفرادي، وزيادة مبلغ الكانتينا بما يزيد على 300 شيكل هو المبلغ المسموح به. وحذر قراقع في كلمته في خيمة الاعتصام في بلدة ابو ديس في مدينة القدسالمحتلة من محاولات «تبهيت الاضراب والاشاعات المغرضة والتحريض في الاعلام الاسرائيلي الذي يصوّر اضراب الاسرى وكأنه من أجل شراء دجاج غير مقطع، أو إعادة بث بعض القنوات الفضائية». وأكد أن «إنهاء العزل الفردي هو المطلب الاستراتيجي الأعمق لمطالب الحركة الأسيرة، اضافة الى وقف سياسة العقوبات من خلال منع الزيارات وفرض الغرامات والاقتحامات وتقييد أيدي الاسرى وأرجلهم وانتهاك حقوقهم الانسانية». ووصف الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام بأنها في «تدهور مستمر»، مشيراً الى أن «أوزان الأسرى المضربين عن الطعام تناقصت، وتم عزلهم من العالم، ولا يقدم لهم العلاج والفحوص الطبية اللازمة». واعتبر أن إسرائيل تهدف الى «قتل الأسرى وإفشال خطواتهم للانقضاض عليهم وتحويلهم الى كائنات غير بشرية». وطالب ب «تحرك سياسي وقانوني عاجل لإنقاذ الأسرى وتوفير الحماية لهم»، محملاً الحكومة الاسرائيلية «المسؤولية» عن حياتهم. ودعا الى عقد «جلسه طارئة للمندوبين الدائمين في الجامعة العربية لتحمل المسؤولية الحقوقية والسياسية عن حياة الأسرى والأسيرات». وأشار الى أن فعاليات التضامن مع الأسرى اتسعت ووصلت الى مصر وفرنسا وكندا. في غضون ذلك، دعت «الحملة الوطنية لنصرة الأسرى» في غزة الى تنظيم «مسيرات حاشدة في المدن كافة غداً يشارك فيها عامة المواطنين وتتوجه الى مقار اللجنة الدولية للصليب الاحمر وخيام التضامن» مع الأسرى. كما دعت المحامين كافة الى «مقاطعة المحاكم العسكرية الاسرائلية (غداً)، والمشاركة في المسيرات (...) والى اضراب شامل في كل المدن والقرى والمخيمات في فلسطين» بعد غد. أما يوم الجمعة، فدعت الى أن يكون يوم «غضب شعبي في المواقع كافة، وتخصيص خطبة الجمعة للتركيز على معركة الأمعاء التي يخوضها الأسرى الأبطال والمشاركة في مسيرة عامة تنطلق بعد الصلاة من جميع المساجد». ودعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أعضاءها وأنصارها والشعب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية وخارجها الى «تلبية نداء القوى الوطنية والاسلامية والحملة الوطنية لنصرة الاسرى بالاضراب الشامل الأربعاء (...) دعماً وتلاحماً مع اضراب الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وهدفهم الموحد في انهاء العزل الفردي وحماية حقوقهم ومكاسبهم العادلة». كما طالبت سلطات الاحتلال ب «الكشف الفوري عن مصير القائد الجبهاوي الأسير أحمد أبو السعود الذي اختفت آثاره اثر اعلانه بدء الاضراب المفتوح عن الطعام (في 27 من الشهر الماضي) بعدما خطفته قوات خاصة (اسرائيلية) من سجن ايشيل الى جهة غير معروفة (...) ولم تتسرب اخبار حتى اليوم عما حل به، على رغم كل المحاولات من محامين ومؤسسات معنية بالأسرى وحقوق الانسان لزيارته والحصول على معلومات في شأنه». وحمّلت سلطات الاحتلال «مسؤولية المس بالمناضل القائد الوطني أبو السعود المعتقل منذ 23 ايار (مايو) 87 وأحد عمداء أسرى الجبهة والحركة الوطنية الأسيرة». الى ذلك، شارك أعضاء في كتلة الوحدة الطالبية والتجمع الديموقراطي للخريجين التابعين ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في «مسيرة الوفاء للأسرى» في مدينة غزة أمس دعت اليها هيئة العمل الوطني واللجنة العليا للاسرى، والامانة العامة للاطر الطالبية في القوى الوطنية والإسلامية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وانتهت الى اعتصام أمام خيمة التضامن مع الأسرى. وقال خالد نبهان في كلمة الامانة العامة للكتل الطالبية إن «الاعتصام رسالة تضامنية مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ودعم لهم».