لم تعد «هواية» تعديل السيارات أمراً يستهوي المشاركان إبراهيم السعدون، وعبد الله الشيخ في مهرجان السيارات المعدلة، وتجاوزا ذلك للابتكار والتصنيع، ففي الوقت الذي يتباهى أقرانهما بالتعديلات المضافة على سياراتهم من أنظمة «الهيدروليك» والمحركات، إضافة إلى نظامي الصوت والضوء، يستعرض السعدون والشيخ سيارات «الباقي» و«الدرايجستار» الرياضية والترفيهية ، التي قاما بصناعتها على الطريقة السعودية، ما يخلق نوعاً من الدهشة والحماسة لدى الزوار. ولم يوقف التمويل، الذي يُعد العنصر الرئيس، لتنفيذ المشروع المتخصص في صناعة السيارات الرياضية، طموح الشابين، بل قاما باستخراج التراخيص الرسمية من وزارة التجارة والصناعة، وأمانة المنطقة الشرقية. وحول البداية يقول السعدون: «بدأت الفكرة بعد مشاركتي العديدة من السباقات الرياضية، إضافة إلى كتب متخصصة في هندسة السيارات، أُهديت لي من صديق ألماني، يعمل في أحد المصانع في السعودية». ويضيف الشيخ «التقيت السعدون بعد رحلة الدراسة، التي أمضيتها في الولاياتالمتحدة الأميركية، خصوصاً أنني كنت أحضر فصول دراسية في هندسة السيارات، وكذلك ورش العمل، رغم أن تخصصي تقنية معلومات، إلا أن ذلك لم يمنعني من الحضور والمشاركة أحياناً». ويضيف الشيخ «بدأت الفكرة منذ نحو ثلاثة أعوام، وفعلياً بدأنا من العام الماضي في العمل على تنفيذها، خصوصاً بعد حصولنا على المركز الثاني في مهرجان السيارات المعدلة الثاني لفئة «السيارات المبتكرة»، إضافة إلى دعم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، التي أضافت لنا من الجانبين الفني والهندسي». ووصف السعدون من جانبه تمويل مشروعهما ب «الرحلة التي لم تنته» فبعد زيارتهما لغرفة الشرقية للإفادة من صندوق «دعم المبادرين»، المتخصص في دعم مشاريع الشباب، أفادوا أن الصندوق لم يبدأ نشاطه، وتوجهنا بعدها إلى برنامج الأمير محمد بن فهد، لتنمية الشباب، ولم نحصل على إفادة، ما دعانا التوجه إلى برنامج عبد اللطيف جميل، الذي رحب بالفكرة إلا أن شرط «مدة السماح» والتي تقدر بنحو ثلاثة أشهر كانت غير كافية، فقررنا عدم المغامرة، وعرضنا المشروع على نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد ،الذي وعدنا بإنهاء رحلة البحث عن التمويل، وتم تحويلنا إلى برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، والتقينا خلال المهرجان المشرف على البرنامج الدكتور عيسى الأنصاري ووعدنا بدعمنا بعد عرض المشروع له. وعن فكرة المصنع يقول الشيخ نخطط لصناعة السيارات البرية «المتخصصة للسباقات، والرياضة، والترفيهه»، وفقاً للمواصفات والمقاييس العالمية، وبمتابعة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ممثلة في قسم اختبار وتطوير السيارات، والتي قامت بفحص إحدى السيارات، التي شاركنا بها في المهرجان السابق وقامت بالتعديل وفقاً لمواصفات حددتها. وتوقع الشيخ أن يُنتج المصنع سنوياً نحو 240 سيارة مختلفة التصاميم، بأسعار متناولة، كما يتم منح ضمان لمنتجهما لمدة عام كامل، خلافاً للصناعات الخارجية والتي لا تمنح الضمان على هذا النوع من المنتجات واصفاً ذلك ب «التحدي الحقيقي ،الذي سنخوض غماره».