قطع الرئيس السوداني عمر البشير بأن بترول دولة جنوب السودان لن يمر مرة أخرى عبر الأراضي السودانية وإن عرضت حكومة جوبا نصف إيراداته كرسم للعبور، وقال: "لن نفتح الأنبوب مرة أخرى"، في وقت عرضت وسائل إعلام سودانية أمس حرائق مشتعلة في آبار النفط بعد خروج قوات الجنوب من المنطقة. وقال البشير الذي كان يخاطب احتفائية جديدة في الخرطوم بمناسبة إجلاء قوات جنوب السودان من حقول هجليج النفطية في ولاية جنوب كردفان الحدودية (الحشرة الشعبية) الحاكمة في جوبا حولت الجنوب إلى (جهنم) وأوهمت شعبها أن جل مشاكلهم سببها الشمال (الجلابة). وأضاف "سلمناهم دولة وبترولاً طوعاً واختيارا لكنهم حاربونا"، وتابع: "أقوالهم وأفعالهم تؤكد أنهم حشرات". وقال البشير: "كنا قبل اتفاقية السلام في نيفاشا نحارب من أجل البترول وكانوا يحاربون لإيقافه والآن أغلقوا آبار البترول نكاية في الشمال دون النظر لمصلحة شعبهم، الأمر الذي يؤكد أنهم بلا أخلاق". وأضاف "الآن نقول لهم لن يمر بترول الجنوب بأرض السودان الطاهرة ولو دفعتم نصفه ثمناً لرسم العبور ولن نفتح الأنبوب". وسخر الرئيس السوداني من حديث رئيس دولة جنوب السودان بأن قوات الجيش الشعبي انصاعت لأوامره وانسحبت من هجليج، وقال بلهجة عامية "الناس ديل عصرناهم عديل". ووجه البشير القوات المسلحة بملاحقة الحركة الشعبية وطردها من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وجدد ثقته في قدرة القوات المسلحة والجندي السوداني. وقدم البشير انتصار الجيش في هجليج هدية لأرواح الشهداء. وقال نحن نريد السلام وضحينا من أجل السلام وقدمنا الشهداء من أجل هذا. إلى ذلك عرضت وسائل إعلام سودانية صورا لنيران مشتعلة في آبار النفط ومحطة الكهرباء الرئيسية وأجزاء واسعة من سوق منطقة هجليج. وقالت وزيرة الدولة في وزارة الإعلام السودانية سناء حمد إن مهندسين كانوا يرافقون الجيش تمكنوا من السيطرة على الحرائق في منشآت النفط التي أشعلتها القوات الجنوبية قبل فرارها من المنطقة. إلى ذلك، اكد مسؤول في جنوب السودان ان قوات هذه الدولة الفتية تواصل انسحابها من منطقة هجليج النفطية بينما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى وقف القتال بين الخرطوموجوبا وبدء مفاوضات. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن "قواتنا تواصل الانسحاب والامر سيستغرق ثلاثة ايام". واضاف "نلبي طلب مجلس الامن الدولي وغيره بصفتنا دولة عضو في الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي". ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما. وقال اوباما في رسالة الى شعبي البلدين سجلت على شريط فيديو "نعرف ما نحتاج اليه. على حكومة السودان وقف اعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي". واضاف "وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف اعمالها العسكرية عبر الحدود". وكان جنوب السودان نفى دعمه هذه المجموعات المعارضة للشمال. وتابع الرئيس الاميركي "على رئيسي السودان وجنوب السودان التحلي بشجاعة العودة الى الطاولة للتفاوض وحل هذه المشاكل سلميا". ويأتي هذا الاعلان في اجواء من التوتر الشديد بين السودان وجنوب السودان منذ ان استولت قوات جنوب السودان في العاشر من ابريل على منطقة هجليج الحدودية التي تضم حقلا نفطيا كبيرا في ولاية جنوب كردفان. ويعتبر تقاسم الموارد النفطية ابرز اسباب التوتر بين البلدين. وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الاممالمتحدة ان قادة جنوب السودان يتصرفون "بعقلية رجال العصابات". وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين "لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس وان لا يكرروا مثل هذا الاعتداء".