دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني البرلمان العراقي أمس الى الإسراع في إقرار قانوني الموازنة والمحكمة الاتحادية. وقال إن أفعال «الدولة الإسلامية» المتشددة تؤكد حاجة العراق الى دعم المجتمع الدولي في مواجهة هذا التنظيم، فيما استنكر خطيب الفلوجة تشكيل «صحوات جديدة». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء احمد الصافي في خطبة الجمعة أمس: «مع انقضاء عطلة العيد أمام البرلمان موازنة العام الجاري وقد تأخر إقرارها من الدورة البرلمانية السابقة، ما أدى الى تأخير إنجاز الكثير من المشاريع وتسبب بأضرار اقتصادية في البلد، ونأمل أن يتم إنجاز القانون والقوانين المعطلة بعيداً من التجاذبات». وشدد على ضرورة «إقرار قانون المحكمة الاتحادية وقد أنجزت المسودة الخاصة به لما له من أهمية بالغة، فمن مهام المحكمة، بموجب المادة 90 من الدستور الفصل في النزاعات بين الحكومة الاتحادية والأقاليم». وزاد: «بقي أسبوع واحد من المهلة الدستورية كي يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة الأكبر عدداً تشكيل الحكومة. ويأمل الجميع أن يتم حسم هذا الأمر في المدة وفق الأطر القانونية». وتابع أن «الظروف الحرجة التي يمر بها العراق والتحديات تحتم أن تحظى الحكومة بقبول وطني واسع للتمكن من التعامل مع الكتل الرئيسية في البرلمان ووضع وتنفيذ الخطط ا لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلد». واعرب عن أمله في أن «يدرك الجميع مدى خطورة الوضع الراهن وان تعي القيادات السياسية حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في العبور بالبلد الى شاطئ الامان، فلا يرتضي واحد منهم لنفسه أن يكون عائقاً أمام تحقيق التوافق الوطني لإدارة البلد، وفق أسس سليمة بعيداً من المحسوبيات والمحاصصات غير الصحيحة». وأضاف أن «إقدام عصابات داعش على هدم العديد من المساجد والمقامات والمراقد الدينية ومنها مسجد النبي يونس عليه السلام في الموصل وسط دهشة وذهول العالم تؤكد مدى الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي للعراق لمواجهة العصابات». وفي الأنبار، قال خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ عبداللة الزوبعي إن «الصحوات التي يحاول المالكي تشكيلها في الأنبار وتكريت والموصل ثوب جديد من المليشيات التي لا تقدر على الصمود في وجه ثورة أهل السنة والجماعة». وتساءل: «كيف يعقل أن يقاتل عنصر صحوة فصائل المقاومة التي هزمت أفواج الطوارئ وسيطرت على مقرات مكافحة الإرهاب ودمرت مقرات الفرقة الذهبية». واعتبر «تشكيل تلك الصحوات في الأنبار باب جديد لسرقة الأموال وتهريب الأسلحة من قبل أشباه الشيوخ وصعاليك الرجال ممن هم أتباع كتل وأحزاب سياسية معروفة فشلت في الحصول على مناصب حكومية وتعمل على سرقة أموال الشعب بكل طريقة ووسيلة». وأكد أن «مليشيات المالكي فشلت في اقتحام الفلوجة والسيطرة عل مدن الأنبار التي أصبحت بيد ثوار العشائر وفصائل المقاومة مما جعله يستعين بأشباه الرجال والشيوخ ممن نصبوا أنفسهم شيوخاً ووجهاء، جاؤوا مع الاحتلال الأميركي وتاريخهم أسود مثل وجوههم وأفعالهم ويطلق عليهم اسم صحوات الغدر والخيانة». إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر امس إلى «الإسراع في تشكيل حكومة شراكة وطنية»، مشيراً إلى أن «قتال التنظيمات الإرهابية مسؤولية الجيش العراقي، فوجود مليشيات غير منضبطة يهدد السلم المجتمعي»، وطالب بعدم «زج المليشيات في محاربة الإرهاب لأنها جزء من تفتيت المجتمع»، وحض القوى السياسية على «توحيد خطاب المكونات العراقية».