غصون وأريج وبلقيس وهنوف وأخيراً حنان ولمى.. زهور بريئة قدر الله لهن أن يعشن محرومات من أمهاتهن رغم وجود أمهاتهن على قيد الحياة، يجُبن المحاكم ذهاباً وإياباً باحثاتٍ عن بارقة أمل واحدة علّها تستطيع بها أن تحتضن ضناها وتحدثها وتطمئن عليها وتنام قريرة القلب بجانبها. الطلاق يقع في كل أرجاء العالم، والحضانة يجب أن تكون للأصلح للرعاية وحسن التنشئة والأقدر على التربية لتفرغه وبقائه في المنزل قرب الأطفال. الحضانة لا تسقط حق الطرف الآخر في أولاده، حقه أن يزور أبناءه، وحقه أن يراهم، وحقه أن يربيهم وأن يخاف عليهم، وحقه أن ينام بجانبهم، وحقه أن يتتبع أخبارهم ويطمئن عليهم (فلماذا ينقلب الوضع، ويتحول الطرف الآخر الذي هو في الغالب الأم.. من أم لها كل الحقوق إلى كائن يطارد ضناه ليعرف مكانه؟) هل تتحول الأم إلى غريبة لأن الوالد جدّد فراشه؟ هل تحتل الزوجة الجديدة مكان الأم؟ هل يمزق الأب إحساس الأبوة مع تمزيقه الصفحة القديمة بكل ما فيها.. يدوس كل شيء بأقدامه فيعتبر ثمرة زواجه الأول (كائناً طفيلياً زائداً عن الحاجة؛ كائناً يستحق التعذيب والانتقام)! في كل حوادث القتل والتعذيب التي عانتها غصون وبلقيس وأريج وهنوف ولمى وحنان كان القاسم المشترك الأعظم صمتها ومشاركتها الانتقام من زهرة بريئة والتشفي من الزوجة القديمة، وتهديدها بجعل ابنتها خادمة بلا حقوق تحت قدميها وقدم أطفالها المقبلين فهي (زوجة أب). اغضبوا مني يا نساء.. اتهموني بأنني غير عادلة، أخبروني بأنني متجنية وأنك مثل بنت زوجك مظلومة!! وأنك أجبرت على تعذيبها وأنك أجبرتني على تكسير أسنانها، وأنك طاوعتيه عندما طلب منك أن تُسمعي صوت أنّاتها لوالدتها حتى تندم وتبكي دماً؟ أخبريني كيف طاوعك قلبك أن تفعلي ذلك؟ هل تتخيلي أن يتعرض أحد أبنائك للمعاملة ذاتها؟ أين الرحمة في قلبك يا أم الكفوف؟ أين الله الذي تسبحينه ليلاً ونهاراً؟ أين نقابك وحجابك وقيامك الليل؟ أين إحسانك إلى أيتام الحي؟ أين خطبك عن الرحمة والعدل؟ هل تختفي كلها فور عودتك من مسجدك أو من جمعيتك؟ لا ألومك بقدر ما ألوم الرجل الذي سلم لك قطعة من قلبه، ولا ألومه بقدر ما ألوم مجتمعي الصامت على جرائم بحق الإنسانية، مجتمعي الذي يحكم بالحضانة لأب لمجرد أنه ذكر فقط.. مجتمعي الذي لا يعاقب زوجة الأب باعتبارها شريكة شاهدت وصمتت وربما حرضت بشدة، اليوم عندما ذاقت زوجة والد حنان الأمرّين هبّت وانتفضت وأبلغت السلطات عن جرائم عدة مرت عليها عشر سنوات. هل لنا أن نسأل ونحن نرى الجرائم بحق ضحايا الطلاق تزداد: على أي أساس استحق الأب القاتل 15 سنة فقط؟ [email protected] @s_almashhady