دبت الخلافات بين الحزب «الديموقراطي» بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني و «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني حول إجراء استفتاء عام على إعلان استقلال الإقليم. وأعلن بارزاني أنه وطالباني سيناقشان مع القوى الكردية «مسألة استقلال كردستان التي أصبحت في خطر كبير، واذا كان لا بد من الشروع في تقديم التضحيات بالدماء فمن الأفضل أن تسخر من أجل الاستقلال وليس من أجل الفيديرالية». وزاد: «إنني لم أتعمد اختلاق أزمة، بل تحدثت عن أزمة موجودة لم يجر التطرق إليها منذ ست سنوات وحان الوقت لحسم هذا الموضوع باتجاه محدد بعد انتظار طويل وبعد الخلافات المتصاعدة مع الحكومة العراقية». لكن طالباني استبعد قبل أيام إمكان «إعلان الاستقلال في الوقت الراهن»، ودعا «الشباب الكردي المتحمس إلى اعتماد الأمر الواقع ودعم الفيديرالية». إلى ذلك، كتب المستشار الإعلامي لبارزاني فيصل دباغ مقالاً في صحيفة «هولير» الناطقة بالكردية، ووجَّه انتقادات لاذعة إلى «السياسيين الذي يصفون إمكان قيام الدولة الكردية بأنه أشبه بالحلم»، ما دعا المكتب الإعلامي لحزب طالباني إلى إصدار توضيح وجه فيه انتقادات إلى الدباغ. وقال مدير تحرير صحيفة «الأهالي» سامان نوح ل «الحياة»، إن «هناك خلافات في وجهات النظر بين الحزبين الرئيسين في مختلف القضايا المطروحة على الساحة الكردية والعراقية، وعلى رأسها مسألة الاستقلال، وهذا الخلاف بدأ منذ التصريحات التي أطلقها بارزاني في آذار (مارس) الماضي في مناسبة عيد نوروز، وهناك ثلاث خطب متباينة، إن لم أقل متناقضة، وجهت إلى الشعب الكردي، إحداها وجهها رئيس حركة التغيير المعارضة نوشيروان مصطفى تحدث فيها عن الشروط الأساسية لإعلان الدولة الكردية، وكشف أن التوجه نحو الاستقلال غير قابل للتطبيق الآن، وفي اليوم نفسه تحدث الرئيس طالباني عن الفيديرالية والعراق الموحد والحقوق الكردية فيه، فيما هدد بارزاني بالتوجه إلى الشعب لتقرير المصير في حال عدم تنفيذ المطالب الكردية». واضاف نوح: «ما زالت المواقف والخطب التي يطلقها الطرفان متباينة، إذ جدد بارزاني تهديده بالاستقلال قبل زيارته الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا وبعدها، فيما أكد طالباني أن الاستقلال شيء بعيد المنال، وحض الشباب الكردي عدم عدم التفكير في الأمر»، مشيراً إلى أن «التصريحات المتباينة بين قادة الصف الثاني والمسؤولين في الحزبين انعكاس لموقف قياداتهم، حتى أن بارزاني لم ينف أمس وجود خلافات في هذا الجانب، واعتقد بأن الانقسامات تتوزع على حركة التغيير، التي رفضت للمرة الثانية حضور اجتماع لبارزاني، وبين الأخير وطالباني، وظهرت الخلافات واضحة خلال المؤتمرات الصحافية التي عقدها نواب التحالف الكردستاني في بغداد ولم يكن بينهم ممثلون عن الاتحاد الوطني».