جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تأكيده أن المطالبة بحق تقرير المصير للشعب الكردي لا تعني الانفصال عن عراق فيدرالي موحد، نافياً في كلمة بعد إعادة انتخابه لرئاسة الحزب لمدة أربع سنوات وجود خلافات في صفوف عائلته. وانتخب مندوبو المؤتمر الثالث عشر ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني رئيساً للحزب لأربع سنوات أخرى بالإجماع، فيما تم انتخاب رئيس حكومة إقليم كردستان السابق نيجيرفان بارزاني نائباً له. وقال مصدر قريب من مؤتمر الحزب ل «الحياة»: «لم يكن هناك منافس آخر لبارزاني في الترشيح، إذ كان هناك إجماع بين المندوبين على أنه الشخص الأنسب لقيادة الحزب في هذه المرحلة وأنه أظهر قدرة كبيرة على مسك زمام الأمور». وقاد بارزاني «الحزب الديموقراطي الكردستاني» نحو ثلاثة عقود. وأزدهر الحزب في شكل كبير تحت قيادته، وبات القوة السياسية الأبرز في إقليم كردستان العراق، كما توسعت علاقاته داخلياً وخارجياً في شكل ملحوظ، خصوصاً بعد تولي بارزاني رئاسة الإقليم. واعتبر بارزاني في كلمة ألقاها عقب انتخابه، أن «الانتماء الحزبي ميّز انتخاب أعضاء المؤتمر، بخلاف ما كان يسود في المؤتمرات السابقة. كان الحظ الأوفر للانتماء الحزبي، وليس على أساس عشائري أو مناطقي أو فئوي». واستنكر الضجة التي أثارها حديثه في افتتاح المؤتمر قبل أيام عن حق تقرير المصير للأكراد، مندداً بالتعامل مع القضية «وكأنها مسألة جديدة علينا وعلى الآخرين، وتناسى البعض من العنصريين أنها مسألة ذكرت في كل مؤتمرات الحزب وأقرها شعبنا، وتوهم هؤلاء بأن فرصة أخرى سنحت لهم للعودة إلى مهاجمة الأكراد ومهاجمتي شخصياً، وأن ذلك يمهد لهم لتفريغ مبادرتي السياسية من محتواها الوطني في إنقاذ العراق، وادعوا أننا طالبنا بالاستقلال». وأضاف: «أود هنا أن أوضح لهؤلاء العنصريين أننا شعب وأمة، نحن كرد وكردستانيون، هكذا خلقنا الله ووهبنا هذا الحق العادل... وأؤكد أن في أمكان أية جهة أن تغتصب حقوقنا، لكن لا يمكنها أن تمنحنا هذا الحق، بل عليها أن تعترف به لأنه حقنا وهم المغتصبون... ولست مع من يطالب الآخرين بمنحه حقوقه لأن تقرير المصير حق منحنا الله إياه، ثم إنه حق طبيعي لكل الشعوب والأمم، وقصدنا بهذا الحق هو كيفية ممارسته، وأكدت ذلك مراراً، إلا أنني أذكّر بأن هناك برلماناً منتخباً في اقليم كردستان هو الذي قرر أن نبقى في اطار العراق، عراق فيديرالي ديموقراطي». وعن المناطق المتنازع عليها، رأى بارزاني أن «لا أساس لمخاوف البعض من إقدامنا على إدارة فردية لتلك المناطق إذا عادت إلى الأقليم، ومن ضمنها كركوك، بل سنكون أكثر انفتاحاً على أهلها وبكل أطيافهم من عرب وتركمان لأننا إخوة ومواطنون في بلد واحد وسنعمد إلى اتباع إدارة مشتركة فيها، إلا أننا، وكما ذكرت، لن نقبل بالمساومة على هوية كركوك وهذه المناطق». وأشار إلى أنه كان يتمنى وجود مرشحين ينافسونه على رئاسة الحزب، مؤكداً أنه كان سيمنح صوته لأحدهم. وقال إن «الحاقدين كثيراً ما فرحوا بأوهامهم عن وجود خلافات داخل العائلة، والخلافات عادة أمر طبيعي، فقد اختلف مع نيجيرفان في بعض التوجهات، وكذلك مع الإخوة في المكتب السياسي، إلا أنني أطمئن هؤلاء بأن لا خلافات مبدئية أو تكتلات بغيضة، بل نحن كتلة واحدة وعائلة واحدة وشعب واحد... وأرجو ألا يمني الحاقدون قلوبهم بأوهامهم عن خلافات بين العائلة أو تكتل في صفوف الحزب». وكان بارزاني يرد على تقارير صحافية عن وجود خلافات في محيط بارزاني العائلي على السلطة. واختتم كلمته قائلاً: «بما أنكم اخترتموني لرئاسة الحزب، فإن المسؤولية تقضي بأن أرشح نائباً للرئيس، وها أنا أرشح نيجيرفان ابن الفقيد ادريس لهذا الموقع، ليكون عوناً لي ولكم ورداً على تخرصات الأعداء والحاقدين». وبعد ذلك، صوّت مندوبو المؤتمر لاختيار نائب لرئيس الحزب وأظهر التصويت فوز رئيس الحكومة السابق نيجيرفان بارزاني بالمنصب. وتأسس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» في 1946 على يد الزعيم الكردي الراحل الملا مصطفى بارزاني. وخاضت «بيشمركة» الحزب بقيادة الملا مصطفى بارزاني ثم ولديه الراحل ادريس ومسعود، صراعاً سياسياً وعسكرياً ضد الحكومات العراقية المتعاقبة.