ترافقت الثورات العربية التي دخلت عامها الثاني، مع انطلاق موجة غير معهودة من فنون الشارع بعامة، وفن الرسم على الجدران أو «الغرافيتي» بشكل خاص. وهو فن «تنفس» أو انتعش في بلدان لم تشهد ثورات، لكن شبابها آثروا التعبير عن أنفسهم علانية وبطرق غير تقليدية، كاسرين «سلطة» الدولة في امتلاكها جدران المدن والحيز العام، و«سلطة» الثقافة التي تقضي بابقاء العروض الفنية والرسوم التعبيرية داخل جدران المسارح والقاعات. وفي حين انتشرت كلمة «ديغاج» أو ارحل في تونس على كل اسوار المؤسسات الرسمية بلمح البصر، كانت جدران القاهرة تعلن بدء ثورتها على النظام، فيما مدن ليبية كثيرة أسقطت العقيد وقتلته على جدرانها قبل أن يقتله الثوار فعلاً. وفي سباحة عكس التيار «نأت بيروت عن نفسها» ولاحقت الرسامين وسجنتهم. فيما سورية شحذت سكاكينها وباشرت القتل... رداً على «خربشة» أطفال درعا! ملحق شباب جال على جدران الثورات الواقعية هذه المرة، وليس الفايسبوكية وعاد بالملف الآتي. (الرسم ل، صربيا).