فنّ «الغرافيتي» على الجدران الذي رسخته الثورات العربية وجعلت منه وسيلة تعبير واحتجاج لا سيما للفنانين الشباب، هذا الفن الجميل والعفوي أصبح ممنوعاً في لبنان وفق مراجع أمنية وقضائية، فهو برأيها يشوّه جدران المدينة التي تفيض بالجمال والرونق. وآخر بادرات المنع مثول الرسام اللبناني سمعان خوام أول من أمس، أمام محكمة المخالفات في قصر العدل (بيروت)، في جلسة أولى من دعوى الحقّ العام، التي رفعت ضدّه، بعد رسوم الغرافيتي التي يزيّن بها أحد جدران الكرنتينا (بيروت). وفي المرافعة التي تقدم بها وكيل الدفاع المحامي عادل الحوماني بيّن أهميّة فنّ الغرافيتي في حياة المدينة، وشدد على عدم جواز ملاحقة الفنان خوام قضائياً، لعدم وجود أي نص في القانون اللبناني يجرّم الرسم على الجدران. وطالب الدفاع بإسقاط الدعوى عن خوام، منادياً بالامتناع عن تطبيق أي قرار أو نظام إداري يحظر ممارسة الرسم على الجدران. وأرجئت جلسة الحكم على خوام إلى 25 حزيران (يونيو) المقبل، بانتظار بتّ القاضي جورج عطيّة في الملفّ. ونتيجة هذه المبادرة تنادت مجموعة من الفنانين والناشطين في المجتمع المدني والإعلاميين حضرت الجلسة، إلى دعم خوام على مستويات عدة. جدران بيروت التي شوهتها الحروب الأهلية وغير الأهلية بشعارات صانعيها والأحزاب بات ممنوعاً على الفنانين أن يرسموا عليها ويجملوها أسوة بمدن العالم ، علماً أنّ هذه الجدران تعج بالشعارات المعروفة.