تفاجأ تربويون من مدارس عدة في المنطقة الشرقية، بقيام طلبة بنشر مشكلات تعرضوا لها في مدارسهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و»فيسبوك»، عبر الدخول إليها بحسابات مختلفة، لتلافي تحديد هوياتهم، تحسباً لاتخاذ إجراءات عقابية لهم في حال اكتشاف قيامهم بهذه الأفعال، التي رفضت الإدارة العامة للتربية والتعليم في الشرقية اعتبارها «ظاهرة»، مطالبة بأن تكون وسائل التواصل الاجتماعي «للبناء لا للهدم، ومرآة تعكس الحقيقة». كما انتقد تربويون لجوء الطلبة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في توجيه الانتقادات إلى العملية التعليمية والتربوية. وعلى رغم تشجيعهم توجيه الملاحظات للمعلمين والإدارات والمدارس والمناهج، إلا أنهم أبدوا تحفظهم على نشر «الغسيل» في وسائل التواصل الاجتماعي، مفضلين أن يكون ذلك «عبر القنوات الرسمية». وسردت المعلمة عبير بوبشيت، حادثة وقعت قبل نحو شهرين ونصف الشهر، «عندما قامت طالبة، بنشر تغريدات على «تويتر»، تضمنت مقطع تسجيل صوتي لمشرفة تربوية، تتلفظ بألفاظ نابية على الطالبات، وتشبِّه أصواتهن ب «نباح الكلاب»، مبينة أن هذه القضية «أثارت امتعاض الوسط التربوي، لأن الصوت قد يكون مُفبركاً، وتكون الشكوى كيدية. وتهدف إلى الإساءة فقط والتشويه». ولفتت بوبشيت، إلى أن طلبة «يدونون مقترحات على «فيسوك» و»تويتر» بأسمائهم الصريحة، من دون تجريح أو تشهير، لأن ما يقومون به يدخل في حيز التأكد من قبل إدارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة. وهذا الأمر يساهم في تحقيق أهداف العملية التعليمية، وتمنع استخدام وسائل التقنية الحديثة كمحلٍ للنزاعات بين الطالب والمعلم. وهذا غير وارد في أهدافنا التربوية، والبيئة التعليمية التي من شأنها أن تنهض في الناشئة، وتخلق جيلاً واعياً ذا فكر مرموق». بدورها، أبانت المرشدة الطلابية فوزية عبد الرحمن، أن ما يحدث في بعض الأحيان من شكاوى بين الطلبة والمعلمين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «ربما يؤدي إلى أزمة فعلية في حال لم يدرك الطالب أن ما يقوم به غير لائق في تربيته المنزلية والفكرية»، مستشهدة بقيام أحد الطلاب خلال الأسابيع الماضية، بتدوين شكوى على «تويتر» ضد معلم، «ربما تكون شكواه صحيحة. علماً أن الأسلوب الذي اتبعه غير منطقي، ولا يرتقى في مستوى العملية التعليمية، فمضمون الشكوى هو معاملة المعلم للطلبة، والآلية المتبعة في التدريس، وعدم اكتراث المعلم في الطالب، إذا لم يستوعب الأخير منه الدرس، فيصبح المعلم مهزلة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا خير دليل على أن طلبتنا يحتاجون إلى وعي بصورة أوسع، لمعرفة قيمة المعلم، ودوره فيما يمكن أن يوصله إليه، ليصبح نموذجاً تتشرف فيه الأمة، فجميعنا درس على أيدي أساتذة، فمنا من وصل إلى أعلى المراتب الوظيفية والدرجات العلمية، ومنا من وقع من أولى درجات السلم». الحماد: «التربية» تواكب التطورات في المجال الإعلامي