اتهم أولياء أمور طلبة، معلمين ومعلمات بالانشغال عن التدريس بمتابعة برامج التواصل الحديثة، مثل التعليق على صفحات «تويتر» و»فيسبوك»، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة شهدت تنامياً منذ مطلع العام الدراسي الجاري. فيما انتقد تربيون هذا الانشغال، الذي يعيد إلى الأذهان موجة «لهاث» شريحة من المعلمين والمعلمات وراء المضاربة في سوق الأسهم، قبل سنوات، ما دفع الوزارة إلى إطلاق تحذير لهم، من ذلك. وفي المقابل، وجد معلمون في هذه التقنيات، فرصة للتواصل مع طلابهم، و»إثرائهم معرفياً، والإجابة على استفساراتهم خارج الصف، ما يعني أن الطالب سيكون محاطاً بأجواء التعليم حتى في منزله، أو أي مكان يكون فيه» بحسب معلمين. وأنشأ بعضهم مجموعات بريدية، وصفحات تواصل مع الطلاب، لشرح الدروس والإجابة على الأسئلة، وتوضيح الغامض منها. ويقول عبد الرزاق الناصر (ولي أمر طالب): «يتسبب انشغال المعلمين في وسائل الاتصال الحديثة، في تشتيت الطلاب ذهنياً، ويحول دون تركيزهم على الدروس»، لافتاً إلى أنه لم يتوان عن توبيخ ابنه محمد (13 سنة)، الذي يدرس في إحدى المدارس المتوسطة في مدينة سيهات، وذلك عندما هم بسؤاله عن بعض المسائل الحسابية. إلا أن ابنه لم يكن مستوعباً لتلك المسألة. يضيف «سألته عن أسباب هذا الكسل وشرود الذهن داخل الصف»، فاتهم مدرس المادة بالانشغال بجهاز الهاتف في معظم الحصة، فبمعدل كل ثلاث دقائق يخرجه كي يكتب كلمات، ثم يعود إلى الشرح من جديد، ما يساهم في شرودنا ذهنياً، وعدم التركيز على الدروس». ولم يكن محمد وزملاؤه في تلك المدرسة، هم من يعانون من هذه «المشكلة» إذ اعتاد طلاب في مختلف مراحل الدراسة في المنطقة الشرقية، على سماع أصوات النغمات الافتراضية لعدد من برامج التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و»تويتر»، و»واتس أب»، ونغمات الرسائل الخاصة بجوال «بلاكبيري»، وذلك بعد أن اخترقت التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية معظم شرائح المجتمع، بل ساهمت في الناس مع هذه الأجهزة، وكذلك اندماج المدرسين، الذين يلجأون إلى التواصل مع الآخرين عبر المواقع الاجتماعية الشهيرة، من خلال «الجوال الذكي» في معظم الأوقات، بما فيها الحصص الدراسية. وعزا أولياء أمور في الشرقية، تنامي هذه الظاهرة، إلى «غياب الرقابة الإدارية» على المدرسين أثناء الحصص اليومية، موضحين أن هناك «مدرسين ينشغلون عن القيام بدورهم التعليمي والتربوي، بالعبث في هواتفهم المحمولة، بهدف التواصل مع الآخرين من طريق برامج الدردشة المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة»، مطالبين بضرورة إيجاد «رقابة دورية من إدارة المدرسة، والمراكز الإشرافية على المعلمين». وشكا هاني الحسين (ولي أمر طالب)، من «عدم احترام بعض المدرسين لقداسة مهنتهم»، مضيفاً أن «أبنائي كانوا يشكون كثيراً من انشغال المدرسين بموبايلاتهم، حتى وصل الأمر في بعضهم إلى الجلوس على الطاولة، والطلب من الطلاب قراءة الكتاب دورياً. فيما يقوم بالدردشة مع أصدقائه في الموبايل». وأوضح أنه يقوم بدفع مبلغ 5600 ريال في الفصل الدراسي، قيمة دروس التقوية لأبنائه الثلاثة، مردفاً أن السبب يعود إلى «قصور المدرسين، عن القيام في واجبهم الحقيقي». وفي المقابل، دافع علي الغزوي (معلم في المرحلة الثانوية)، عن المعلمين، بالقول: «إن هناك مدرسين يستخدمون الموبايل داخل الفصل. ولكن ليس بالصورة التي يمكن أن تكون عائقاً للدرس، أو تشتيت انتباه الطلاب»، مبيناً أن التقنية ساهمت في «تواصلنا مع طلابنا بصورة أفضل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و»فيسبوك». وأكد أنه يقوم بالإجابة عن استفسارات الطلاب «حتى في أوقات متأخرة من الليل، في حال قيام الطلاب بسؤالي عن مسألة معينة، وتحتاج إلى توضيح معين، خصوصاً في أوقات الاختبارات».