بيروت، دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - سمع صوت انفجار شديد في مطار المزة العسكري في دمشق أمس، وخيم هدوء صباح السبت على مدينة حمص (وسط سورية) فيما شهدت مناطق درعا في الجنوب حملة مداهمات واعتقالات، وتفجير أنبوب نفط في دير الزور، كما أطلقت السلطات السورية 30 موقوفاً «لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه سمع صوت انفجار شديد في مطار المزة العسكري في دمشق السبت. وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية عمدت بعد وقوع الانفجار إلى قطع الطريق المؤدي إلى دمشق من جانب مطار المزة في ظل استنفار امني واعتلاء القناصة اسطح المباني المجاورة. في غضون ذلك، شهدت حمص هدوءاً. وقال الناشط في تنسيقيات حمص القديمة عمر التلاوي في اتصال مع «فرانس برس» إن أحياء حمص تشهد منذ صباح السبت «هدوءا وتوقفاً للقصف في ظل انقطاع تام للكهرباء والاتصالات». وربط التلاوي هذا الهدوء باقتراب موعد زيارة المراقبين الدوليين إلى حمص». وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن «هناك هدوء كامل في حمص في ظل معلومات عن توجه المراقبين إليها». وأضاف «هذا يدل على أن النظام السوري قادر على وقف النار عندما يريد». وشهدت أحياء حمص وريفها في الأيام السابقة قصفاً من القوات النظامية رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح 12 نيسان (أبريل). إلا أن ريف حمص، وخصوصاً مدينة القصير، شهدت أمس مقتل سيدة برصاص قناصة بحسب «المرصد». وأفاد ناشطون في القصير بتوقف القصف عن المدينة صباح السبت بعد أيام من القصف العنيف ومحاولات الاقتحام. وفي محافظة درعا (جنوب) نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في قرية حيط، فيما سمعت أصوات إطلاق الرصاص في منطقة الكرك الشرقي، وفقاً ل»المرصد». وأفاد ناشطون في تنسيقيات درعا بتنفيذ قوات الأمن عمليات اقتحام في المسيفرة وسحم الجولان في ظل انقطاع في الاتصالات عن مناطقهم منذ ليل أول من أمس. إلى ذلك، أعلنت «سانا» أن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت امس عملياتها الإرهابية بحق المدنيين وقوات حفظ النظام والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة» في مناطق مختلفة من البلاد. وتابعت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة فجر امس خطاً لنقل النفط في دير الزور (شمال شرق) تابعاً لشركة الفرات للنفط قرب منطقة أبو حمام ما أدى إلى اندلاع حريق عند نقطة التفجير». وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط أن خط النفط المستهدف ينقل النفط الخام من حقل «التنك» التابع ل»شركة الفرات للنفط» إلى المحطة الثانية، مشيراً إلى أن الشركة أوقفت ضخ النفط في الخط لحظة الانفجار لكن الخط مملوء بالنفط ما أدى إلى خسارة نحو ألفي برميل جراء الحريق. وأضاف أن العملية الإنتاجية لم تتأثر بهذا الانفجار لأن الشركة لديها خطوط بديلة تستطيع ضخ النفط عبرها لحين إصلاح الخط المعطوب. وأوضح المصدر أن عناصر الإطفاء التابعة للشركة استطاعت إخماد الحريق بعد ساعات من اندلاعه وأن ورشات الإصلاح ستباشر عملها لإصلاح الخط وإعادة ضخ النفط فيه خلال أيام. وذكرت الوكالة أن «الجهات المختصة عثرت في درعا (جنوب البلاد) على جثة المواطن حسين شحادة الزعبي مختار بلدة المسيفرة منكلاً بها وعليها آثار تعذيب ومرمية بين الحقول الزراعية بين المسيفرة والسهوة» بعد «خطفه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في 17 من الشهر الجاري». وتابعت الوكالة أن «الجهات المختصة عثرت على جثة المواطن علي الصلخدي من بلدة النعيمة منكلاً بها بالقرب من جامع المنشية في درعا البلد». من جهة أخرى، أفادت «سانا» بأن «الجهات المختصة فككت عبوة ناسفة ببلدة عتمان زنتها 350 كلغ كانت موضوعة بسيارة ضمن تجمع سكاني ومجهزة للتفجير. كما فككت وحدات الهندسة عبوتين ناسفتين تزن كل واحدة منهما 10 كلغ». وتابعت «سانا» انه على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء في جنوب سورية «سطت مجموعة إرهابية مسلحة مساء أمس على سيارة حكومية في قرية خربا. كما اعترض 4 إرهابيين يستقلون سيارة جيب سيارة رئيس دائرة المحروقات في مؤسسة مياه السويداء فرزات القطامي وأنزلوه من السيارة وسرقوها وفروا باتجاه اتوستراد بصرى- معربة التابعتين لمحافظة درعا». وفي ادلب، شمال غربي سورية، قالت الوكالة الرسمية إن «مجموعة إرهابية مسلحة خطفت أربعة عناصر من قوات حفظ النظام من مركز مغادرة باب الهوى الحدودي»، كما «عثرت الجهات المختصة ليل أول من أمس على سبع جثث مرمية في بئر مهجورة في موقع الشيخ يوسف بالقرب من بلدة أورم الجوز في منطقة أريحا في ريف إدلب، وتم التعرف على هوية جثتين الأولى تعود للمواطن رأفت زرعة، والثانية للمواطن يوسف كردي، اللذين خطفا من مجموعات إرهابية مسلحة، ولم يتم التعرف على بقية الجثث بسبب تفسخها حيث نقلت للمشفى الوطني بإدلب». إلى ذلك، ذكرت «سانا» انه «تم إخلاء سبيل 30 موقوفاً تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين»، مشيرة إلى انه أخلي في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي سبيل 552 موقوفاً، وسبق ذلك إخلاء 755 موقوفاً في 28 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي و912 موقوفاً في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي و1180 موقوفاً في 15 منه و553 موقوفاً في الخامس من الشهر نفسه أيضاً. إلى ذلك، قالت الوكالة انه تم أمس تشييع جثامين 37 من عناصر الجيش وحفظ النظام والمدنيين بعدما «استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني» في مناطق مختلفة من البلاد. وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها على مصير الطبيب محمود الرفاعي الذي أوقفته السلطات في 16 شباط (فبراير) لمشاركته في معالجة متظاهرين جرحى، والناشط الحقوقي محمد العمار الذي أوقف في 19 آذار (مارس)، متخوفة من تعرضهما للتعذيب. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يصل عدد المعتقلين في السجون السورية إلى 25 ألف شخص.