دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تظاهر عشرات الآلاف في مدن سورية عدة أمس في «جمعة بروتوكول الموت». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا على يد قوى الأمن في حمص وحماة وريف دمشق ودرعا، موضحة أن تظاهرات كبيرة خرجت في إدلب ودير الزور ودرعا وحماة وحلب وحمص وريف دمشق والقامشلي واللاذقية احتجاجاً على إرسال المراقبين العرب، مشيرة إلى أن المتظاهرين اتهموا «الجامعة العربية بالمتاجرة بدمائنا». في موازاة ذلك تحدثت السلطات السورية عن عمليات للجيش في حماة لملاحقة من وصفتهم بعناصر «إرهابية» كانوا مختبئين في حي البارودية في المدينة. كما تحدثت عن اعتقالات ومصادرة عتاد ومعدات تستخدم في صناعة العبوات الناسفة منها حشوات متفجرة وذخيرة حية. وقال ناشطون إن عمليات الجيش أمس شملت إضافة إلى حماة، كل من حمص وإدلب ودير الزور ودرعا وذلك في محاولة من قبل السلطات لإنهاء «بؤر الاحتجاجات» في البلاد ترافقاً مع وصول بعثة المراقبين العرب. وعن تظاهرات أمس، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن 25 قتيلاً سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش بينهم واحد قتل تحت التعذيب في درعا. وقالت الهيئة إن من بين قتلى اثنين في ريف حماة وخمسة آخرين سقطوا في كل من إدلب ودير الزور واللاذقية وريف دمشق ودرعا. وقالت الهيئة إن الجيش السوري اقتحم القورية بدير الزور مستخدماً أكثر من ستين دبابة ومدرعة، بينما تحاصر وحدات منه حي جوبر وحي بابا عمرو بحمص من الجهات الأربع. وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى حي الإنشاءات واقتحام قوات الأمن لحي بابا عمرو في حمص وقيامها بحرق بعض المنازل والمحلات، وقالوا إن إطلاق نار كثيفاً مستمر هناك مع ورود أنباء عن سقوط عدد من الجرحى إصابة بعضهم خطيرة. وذكر الناشطون أن قوات الجيش قصفت في شكل عشوائي المنازل في حماة، كما تم استهداف بعض المساجد وقصف المآذن بالدبابات. بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري تقصف مواقع في جبل الزاوية بمحافظة إدلب. يذكر أن نحو أربعين شخصاً قتلوا أول من أمس برصاص الجيش والأمن معظمهم في حمص وإدلب. من ناحيته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أحد عشر مدنياً بينهم ثمانية في أحياء متمردة في حمص (وسط) واثنان في حماة (شمال) وواحد في دوما في ضاحية دمشق حيث جرح خمسة أشخاص خلال تفريق تظاهرة. وكان المرصد السوري قد تحدث عن «أنباء وردت عن وجود جثامين في المستشفى العسكري بحمص لتسعة مواطنين كانوا قيد الاعتقال من دون أن يتمكن المرصد من التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر طبية». وانطلقت تظاهرات في مناطق متفرقة من سورية عقب صلاة الجمعة، في حين ذكر ناشطون أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين ولمنعهم من التظاهر. وبث ناشطون لقطات مباشرة أظهرت حشوداً كبيرة تجمعت في الخالدية والبياضة بحمص وبلدة بنش في ريف إدلب إضافة إلى تظاهرات بريف دمشق وفي القامشلي. كما شيع المتظاهرون في حمص جثامين مواطنين سقطوا برصاص الأمن. وأفاد ناشطون أن حي القابون بدمشق شهد تظاهرة قبل صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام، كما خرجت تظاهرات في عدة مناطق بحماة كان أكبرها في الحميدية، وشهدت حلب هي الأخرى تظاهرات مماثلة. وأكدت الهيئة بأن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين بمدينة الحارة بدرعا وحي الميدان بدمشق. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن خمسة جرحى سقطوا خلال إطلاق الأمن السوري الرصاص على المتظاهرين بحي غويران بمحافظة الحسكة. من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن أربعة من قوات حفظ النظام أصبوا أمس ب «جروح مختلفة جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة وذلك أثناء مرور دورية لحفظ النظام على طريق فرعي» في مدينة حماة وسط البلاد. وتابعت إن عناصر الهندسة «تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة أخرى في حي الصابونية في حماة، بينما انفجرت عبوتان كانتا مزروعتين في حيي جنوب الملعب والقصور بالمدينة من دون وقوع أي إصابات أو أضرار». وتابعت : «الجهات المختصة ومن خلال متابعتها وملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة، عثرت على وكر للإرهابيين في حي البارودية في حماة مخصص لتصنيع العبوات الناسفة. وتمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين بداخله ومصادرة عتاد ومعدات كثيرة تستخدم في صناعة العبوات الناسفة منها حشوات متفجرة وذخيرة حية ومسدسات حربية». وأشارت إلى أن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تروع المواطنين وتعتدي على الإملاك الخاصة في حي الإنشاءات في حمص وسط البلاد، وأسفر الاشتباك عن قتل وإصابة هذه المجموعة من دون وقوع أي إصابات بين عناصر الجهات المختصة. كما أن الجهات المختصة وخلال ملاحقتها للمجموعات الإرهابية ألقت القبض على عشرة مطلوبين ممن ارتكبوا جرائم واعتداءات ضد المواطنين في ريف المحافظة». وزادت الوكالة الرسمية :»تم تحرير العميد المتقاعد عبد الكريم النبهان الذي اختطف (أول) أمس في حي باب هود بمدينة حمص نتيجة التعاون بين وجهاء أحياء المدينة والجهات المختصة. كما تمكنت الجهات المختصة في إطار متابعتها وملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة من تحرير فتاتين اختطفتهما إحدى المجموعات الإرهابية في وقت سابق في حمص. والفتاتان كانتا محتجزتين في مبنى مفخخ في حي بابا عمرو بحمص بخمس عبوات ناسفة حيث قامت عناصر الهندسة بتفكيك هذه العبوات قبل تحرير الفتاتين المذكورتين وهما نجوى أحمد وزكية شلاش».