قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان البلد «في صدد إصلاح سياسي وقضائي وإداري، ونريد أن يصل الاشخاص بكفاءاتهم ونزاهتهم وعطائهم وليس بولائهم المذهبي او الطائفي مع احترام المناصفة في مناصب الفئة الاولى كما ينص عليه الدستور، مع الافضلية لمن هم في داخل الملاك الاداري المرشحون للترفيع الى رتبة أعلى». وشدد سليمان في كلمة أمام اعضاء السلك القنصلي العربي والاجنبي المعتمدين في لبنان، في قصر بعبدا امس، على وجوب «اعتماد آلية تؤدي الى اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا يشكل خطوة أساسية على طريق إلغاء الطائفية السياسية». واشار الى محاولة إسرائيل «تكبير أي خطر يتأتى من لبنان»، داعياً «الى تمتين الوحدة الوطنية لمواجهة هذا الخطر، وتنفيذ القرار 1701 من جانب اسرائيل وتضافر القدرات الوطنية من الشعب والجيش والمقاومة للتصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلي على لبنان». ولفت سليمان الى «أن لبنان اجتاز سنة مهمة وانتقل الى مرحلة جديدة انطبعت بعناوين رئيسة أبرزها إعادة الدفء الى العلاقات بين لبنان وسورية، وانتساب لبنان الى مجلس الأمن حيث ستكون مصلحته فوق كل اعتبار ومن ثم مصلحة المجموعة العربية ومن ثم القضايا الإنسانية المحقة التي تهم العالم، واستعادة ثقة دول العالم بلبنان وكذلك ثقة مغتربيه به، وأيضاً استرجاع دوره كمركز مالي مهم، فضلاً عن المؤتمرات الدولية والعربية التي انعقدت على أرضه وتناولت شتى المجالات، وهذه كلها تحتاج الى صيانة وتثبيت». وإذ أشار الى دور لبنان في مواجهة الإرهاب منذ عام 2000، أكد «أهمية التجربة الديموقراطية الميثاقية اللبنانية التي أصبحت اليوم نموذجاً تحاول الأنظمة الديموقراطية الاقتداء بها». ونبه الى «أن الاستقرار الذي ينعم به لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً يقابله خطر من إسرائيل التي لا يناسبها هذا الاستقرار لأنه يتناقض مع وجودها ودورها، لذلك علينا أن ننكب على بناء المؤسسات وتكريس دورها أمنياً وقضائياً وسياسياً وخدماتياً ليصل كل ذي حق الى حقه». وكان سليمان التقى صباحاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضمن لقاء الاربعاء الاسبوعي، وعصراً عقد خلوة مع رئيس الحكومة سعد الحريري سبقت اجتماع مجلس الوزراء. ومن السراي الكبيرة، نقل النائب تمام سلام عن الرئيس الحريري الذي عاد فجراً الى بيروت من اسطنبول، تأكيده «أهمية موضوع التعيينات وأنه مدخل طبيعي لتعزيز الدولة وقيام مؤسساتها بما يطلبه المواطن منها لمواكبة كل الاستحقاقات الداخلية». وقال سلام بعد لقائه الحريري ان الاخير «يسعى الى تأمين الآلية الصالحة لهذه التعيينات، بعيداً من المداخلات والأهواء والنزوات العائدة الى تلك المرجعية أو تلك القوة السياسية من هنا أو هناك».