يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً استثنائياً في الدوحة غداً للبحث في تداعيات الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ 1971، في حين تمسكت طهران بملكية الجزر الثلاث المتنازع عليها وهددت الإمارات معتبرة أن «من الأفضل لها الحفاظ على علاقة ودية» مع الجمهورية الإسلامية. ويعقد الاجتماع الوزاري الخليجي في الدوحة بطلب من دولة الإمارات التي دانت بشدة زيارة نجاد واعتبرت أنها تكشف «زيف الادعاءات الإيرانية» بالرغبة في إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار. ويترأسه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي. وقدمت دول مجلس التعاون شكوى إلى الأممالمتحدة ضد إيران قالت فيها إن زيارة الرئيس الإيراني تشكل «خرقاً فاضحاً لمبادئ ميثاق المنظمة الدولية وأحكام القانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة». وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أمس أن اجتماع الدوحة سيخصص لمناقشة مستجدات الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات وزيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى المحتلة. وفي طهران، دافع الأمين العام ل»مجمع تشخيص مصلحة النظام» محسن رضائي عن زيارة نجاد لأبو موسى، وانتقد الإجراءات التي أقدمت عليها الإمارات، ووصفها بأنها متسرعة. وقال: «في وقت تقرع فيه إسرائيل طبول الحرب، فأي فائدة ترجى من هذا السلوك من جانب أصدقائنا في الإمارات؟ من الأفضل لهم أن يعتذروا وأن يكفوا عن اتباع الصهاينة، لأن المنطقة تحتاج إلى السلام والتعاون». وأضاف رضائي: «يبدو أن المسؤولين الإماراتيين يستغلون صداقة وأُخوة إيران، وإذا كانوا يعتقدون أن إيران أصبحت ضعيفة فهم مخطئون، لأنها حالياً أقوى بكثير وستصد أي عدوان، وإذا كان لديهم اعتراض فبإمكانهم تقديمه بشكل مؤدب وعبر القنوات الديبلوماسية إلى الحكومة الإيرانية». وقال: «إن البعض في دولة الإمارات يقوم بتزوير اسم الخليج الفارسي أيضاً، ولكن إيران من خلال صبرها وتحملها وتغاضيها عن هذه الممارسات الخاطئة واصلت صداقتها وتعاونها مع الإمارات، ويبدو أن الحكومة الإماراتية أخطأت في تحليل صداقة الحكومة الإيرانية معها، أو أنها بصدد الاستجابة للضغوط الخارجية». وخلص إلى أن «من الأفضل للحكومة الإماراتية إقامة علاقات صادقة وودية مع إيران، وعدم تكرار خطئها مرة أخرى عندما تعاونت مع صدام حسين». وأوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى حسين نقوي حسيني أن لجنته ستناقش مسألة خفض العلاقات مع الإمارات، وستعلن موقفاً بهذا الشأن، وقال إنه «طبقاً لجميع الوثائق التاريخية والمواثيق الدولية، فإن الجزر الثلاث تعد جزءاً من إيران، وكل جزيرة من هذه الجزر هي مثل محافظات ومدن البلاد، وزيارة المسؤولين ورجال الدولة إلى هذه الجزر مثل زياراتهم إلى مختلف المحافظات». وقال: «إن القسم الأعظم من الاقتصاد الإماراتي مرتبط بالاقتصاد الإيراني، وإذا أعدنا النظر في حجم التبادل الاقتصادي، فلا شك في أن هذه الدولة ستواجه أزمة اقتصادية». ورأى «من الضروري أن تتصدى الحكومة الإيرانية بحزم للمسؤولين الإماراتيين». وفي الإطار نفسه، أعلن المدير العام لشركة «فنادق بارس» للاستثمارات جمشيد حمزة زادة أن شركته «قررت تنظيم رحلات سياحية إلي جزر إيرانية في مياه الخليج، بينها جزر أبو موسي وطنب الكبري وطنب الصغري». وفي أبو ظبي، أُعلن أمس عن بدء التمرين العسكري المشترك «خليج 2012» على أرض الإمارات بين القوات المسلحة وقوات فرنسية، لكن متحدثاً عسكرياً أوضح أن التمرين مخطط له مسبقاً في إطار اتفاق الدفاع المشترك، ولاعلاقة له بما تشهده المنطقة من تطورات.