عشية استضافة اسطنبول محادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، اتهمت طهران رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه «يحلم بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية»، كما أكدت قدرتها على إدارة شؤونها ولو لم تبعْ «برميل نفط واحداً طيلة سنتين أو ثلاث». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية تفكيك «شبكة اغتيال وإرهاب وتخريب ضخمة» مرتبطة بإسرائيل، ضبطت معها أسلحة ومعدات عسكرية، مؤكدة أن معتقلي الشبكة «فشلوا في تنفيذ خططهم الإرهابية». كما أعلنت إيران وقف تصدير نفط إلى اليونان، فيما بثت قناة «برس تي في» أن طهران قطعت صادراتها النفطية إلى مدريد، في إطار «عقوبات مضادة» على دول الاتحاد الأوروبي التي ستطبّق في مطلع تموز (يوليو) المقبل، حظراً على استيراد نفط من إيران. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في إشارة إلى الغربيين: «يريدون فرض حظر على نفطنا. مخزوننا من الذهب والعملات الأجنبية لا مثيل له في التاريخ. لدينا مخزون من العملات الأجنبية يمكّننا من إدارة شؤون البلاد في سهولة، ولو لم نتمكّن من بيع برميل واحد من النفط طيلة سنتين أو ثلاث». في غضون ذلك، اعتبر علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في «الحرس الثوري»، أن أردوغان «يسعى إلى أداء أدوار عدة، في ما يتعلّق بأحداث سورية». وقال: «أردوغان يريد أداء دور القيادة في العالم الإسلامي». ورجّح حصول الأخير على «وعود مغرية من أميركا» في هذا الشأن. واستغرب سعيدي «مواقف أردوغان إزاء التطورات في سورية، إذ لم تكن متوقّعة من حزب إسلامي تركي. فمن جهة يتشاجر في الاجتماعات مع المسؤولين الصهاينة، ويتّخذ مظهراً معادياً للصهيونية، ومن جهة أخرى يتماشى مع أميركا وبريطانيا». واعتبر أن هذه «الازدواجية لن تكون في مصلحة أردوغان، إذ إن الشعب التركي لن يتحمّلها، لأنه يتوقّع أن يصطف حزب أردوغان بقوة إلى جانب الصحوة الإسلامية، وأن يقف ضد الكيان الصهيوني، وأن يساهم في التمهيد لمزيد من الانتصارات، إلى جانب إيران وجبهة المقاومة». في السياق ذاته، رأي رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي أن رادار الإنذار المبكر الذي نصبه حلف شمال الأطلسي في تركيا، في إطار درع صاروخية لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية، «يشرف علي الفضاء الداخلي لإيران، ويضع معلومات تحت تصرف الأطلسي والكيان الصهيوني». وقال: «لا يحقّ لأيّ مسلم أن يمهّد للكافر التمادي ضد المسلمين، فيما أن الرادار التركي يطلق العنان للكافر في الاعتداء علي المسلمين». وحذّر الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني كاظم جلالي من أن الدول الغربية تسعي إلى الإضرار بالعلاقات بين طهرانوأنقرة، مضيفاً: «علينا عدم الوقوع في الفخ». وقال ل «الحياة»: «إيران ترحّب بالمحادثات، لكنها ترفض التنازل عن إنجازاتها في المجال النووي». في المقابل، انتقدت أنقرة تقارير أوردتها وسائل إعلام إيرانية، أفادت بأن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قدّم خلال اتصال هاتفي مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، اعتذاراً عن تصريح حادّ لأردوغان الأسبوع الماضي، انتقد خلاله «عدم صدق» طهران في شأن المحادثات النووية. وشددت الخارجية التركية على أن تلك التقارير «ليست صحيحة إطلاقاً».