طهران، أنقرة، باريس، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – سعت إيران أمس إلى تخفيف حدة التوتر مع تركيا في شأن مكان محادثاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذ شددت على أهمية «عدم الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية» بين البلدين. وأكدت مصادر في أنقرة حدوث اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، لكنها أشارت الى أنه «لم يحقق أي نتيجة»، كما نفت ما أوردته وسائل إعلام إيرانية عن وصف داود أوغلو اقتراح طهران نقل المحادثات مع الدول الست الى بغداد، بدل اسطنبول، بأنه «ذكي». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سلّم مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي خلال زيارته طهران أخيراً، رسالة مفادها أن واشنطن قد تقبل بمواصلة طهران برنامجاً نووياً مدنياً، في مقابل ضمانات. وكتب ديفيد إغناشيوس، أن واشنطن تريد في المقابل تأكيداً من خامنئي، عبر التزام ملموس، على تصريحات أدلى بها في شباط (فبراير) الماضي، شدد خلالها على أن «ايران لم تسعَ مطلقاً، ولن تسعى أبداً الى امتلاك سلاح نووي». وفي طهران، علّق الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست، على انتقاد أردوغان إيران الخميس، بعد اقتراحها إجراء محادثاتها مع الدول الست في العراق، لا تركيا. وقال: «يجب ألا نسمح لتصريحات يدلي بها مسؤولو البلدين، بالإضرار بالعلاقات الاستراتيجية بين إيران وتركيا. اختلاف الرأي حول قضايا إقليمية، أمر طبيعي، ويجب ردم أي هوة بين موقفي البلدين، من خلال الحوار والمشاورات، وإيجاد أفضل تسوية ممكنة للأزمات القائمة». في مقابل ذلك، حذر الرئيس التركي عبد الله غل من أن المنطقة قد تدخل «أتون حرب إقليمية أو مذهبية، بسبب الملف النووي الإيراني، ولن تستطع تركيا أن تنأى بنفسها عن دوامة الأحداث التي قد تحدث، ولذلك عليها الاستعداد ديبلوماسياً وعسكرياً لأحداث مشابهة، وهذا أمر تستدعيه الضرورة وليس خياراً يمكن تجاهله». الى ذلك، قال مصدر فرنسي ل «الحياة» إن المحادثات بين ايران والدول الست، المقررة في 13 من الشهر الجاري، «لن تكون الأخيرة قبل ضربة عسكرية».