طهران، أنقرة، كابول - رويترز، أ ف ب - دعت إيرانالولاياتالمتحدة أمس، إلى أن «تختار بين العالم الإسلامي والكيان الصهيوني»، كما واصلت حملتها لتسويق اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع تركيا والبرازيل، وحشد التأييد لموقفها الرافض فرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي. وفي تصعيد للاتهامات الاميركية لطهران، اعلن قائد القوات الأميركية و «الأطلسية» في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ان ايران تزود مقاتلي «طالبان» اسلحة كما توفر لهم تدريبات على اراضيها. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أنه سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في تورونتو (كندا) يومي 26 و27 حزيران (يونيو) المقبل، والتي يشارك فيها أيضاً الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا. وقال اردوغان للصحافيين في البرازيل انه ناقش مع أوباما خلال اتصال هاتفي بينهما «المسألة في شيء من التفصيل. لكنني لست واثقاً ما إذا كانت ستُتخذ قبل لقائنا، أي إجراءات في شأن العقوبات ضد إيران. وأعتقد أيضاً أن العقوبات لا تحقق شيئاً». وفي إشارة إلى التغاضي الغربي عن الترسانة النووية الإسرائيلية، انتقد اردوغان من «يثيرون العالم ضد إيران. لا أرى أن ذلك يتسم بالعدل والصدق والنزاهة». كما اتهم قادة الغرب بالتراجع عن الشروط التي وضعوها لإيران في شأن اتفاق تبادل الوقود النووي، وذكر منهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. الى ذلك، أوردت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس، أن إسرائيل ستنشر ثلاث غواصات نووية ألمانية الصنع في مياه الخليج قبالة السواحل الإيرانية. وأفادت الصحيفة بأن الخطوة «تأتي رداً على مخاوف إسرائيلية من إمكان أن تضرب الصواريخ الباليستية التي طوّرتها إيران وسورية وحزب الله، أهدافاً في إسرائيل، بما في ذلك قواعد جوية وقاذفات صواريخ». وأضافت أن الغواصات الثلاث «زارت الخليج سابقاً، لكن ثمة قراراً الآن بإبقاء واحدة منها على الأقل في شكل دائم» هناك. ونقلت عن قائد الأسطول، والذي يُعرف باسم «كولونيل أو»، قوله لصحيفة إسرائيلية: «نحن قوة هجومية تحت الماء. إننا نعمل في العمق وبعيداً جداً من حدودنا». وأشارت «صنداي تايمز» الى أن كلاً من الغواصات الثلاث تضم طاقماً من 35 إلى 50 بحاراً، وهي قادرة على البقاء في البحر نحو 50 يوماً وبعمق يصل إلى 1150 قدماً تحت سطح الماء لمدة أسبوع على الأقل. واضافت أن الغواصات قادرة على اطلاق صواريخ «كروز» نووية، موضحة أن بعضها مزود بأكثر الرؤوس الذرية تطوراً في الترسانة الإسرائيلية. وزادت إن نشر الغواصات يستهدف أن تُشكّل «عنصر ردع ولجمع معلومات استخبارية وإمكان نقل عملاء للاستخبارات الإسرائيلية، واحتمال استخدامها إذا واصلت إيران برنامجها لإنتاج قنبلة نووية». ونقلت الصحيفة عن ضابط في البحرية الإسرائيلية قوله ان صواريخ كروز في الغواصات، والتي يبلغ مداها 1500 كلم، «قادرة على بلوغ أي هدف في إيران». في المقابل، حذر مسؤول بارز في البحرية الإيرانية «أي جهة ترغب في القيام بعمل شرير في الخليج الفارسي، من أنها ستتلقى منا رداً قوياً». وفي طهران، دعا سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي «أميركا الى ان تختار أحد أمرين: إما الاستمرار في المسار الخاطئ السابق ومزيداً من العزلة، وإما التغيير». وقال جليلي وهو أبرز المفاوضين النوويين، لدى لقائه رئيس البرلمان الإندونيسي مرزوقي علي، ان «الحركة الكبرى للعالم الإسلامي يجب ان تتبلور أمام الكيان الصهيوني»، معتبراً أن «على أميركا أن تختار: إما العالم الإسلامي أو الكيان الصهيوني». ورأى أن «مسار التطورات في الشرق الأوسط كشف أن مشروع أوباما للسلام ليس سوى خدعة وكذبة كبرى». في غضون ذلك، اجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في طوكيو أمس، محادثات مع نظيره الياباني كاتسويا اوكادا تناولت «البرنامج النووي الإيراني وشرح الإعلان الأخير الذي توصلت إليه إيران وتركيا والبرازيل». وينتقل متقي اليوم الى بروكسيل لإلقاء خطاب في مقر البرلمان الأوروبي. وفي كابول، أعلن قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال أن أعضاء في حركة «طالبان» في أفغانستان يتلقون «تدريبات داخل إيران» ويحصلون على «أسلحة منها». وقال: «هناك دليل واضح على النشاط الإيراني في بعض الحالات، على توفير الأسلحة والتدريب لطالبان، وهذا أمر غير ملائم».