أعلن أمس ترسية عقود مشروعات الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة بكلفة مالية تصل إلى 3.388 بليون ريال، إذ نالت عقود المشروعات أربع شركات سعودية وعالمية. وأوضح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن هذه المشروعات لن تنهي مشكلة السيول والأمطار نهائياً «فلا يمكن أن يقف شيء أمام القدرة الإلهية، وكل شيء معرض للتلف إذا ما زادت الفيضانات عن الحد المتوقع، ولله في تدبير هذا الكون حكمة ولا مرد لقضائه، ولكنها هي محاولة للتخفيف من أضرار الفيضانات والسيول إذا حدثت، ونرجوا أن ينفع الله بهذه المشروعات وأن يخفف من أي معاناة مستقبلية جراء الأمطار وهذه السيول». من جهته، كشف مدير عام مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول المهندس أحمد السليم عن وجود دراسة لطريقة تصريف مياه الأمطار في الأحياء، مبيناً أنه تم التوصل إلى 60 في المائة منها وسيكون هناك مخطط كامل لجميع الأحياء يسلم إلى أمانة جدة لتنفيذه وفق تخطيط زمني محدد . وبين المهندس السليم أن الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة تشمل تنفيذ ثماني مشروعات، إنشاء خمسة سدود، وتوسعة قنوات تصريف مياه الأمطار الحالية (الشمالية، الجنوبية، الشرقية)، وإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، مبيناً أن تنفيذ مشروعات السدود ستنتهي نهاية العام الجاري، وبقية المشروعات العام المقبل، معتبراً أن التحدي الأهم أمام المشروع، العامل الزمني. وقال إنه جرى ترسية عقد إنشاء سد وادي غيا وملحقاته، سد وادي أم حبلين وملحقاته، سد وادي دغبج وملحقاته، سد وادي بريمان وملحقاته لصالح شركة نسما وشركاهم بقيمة 803 ملايين ريال، سد وادي غليل وإعادة تأهيل مجرى السيل الجنوبي لصالح شركة نسما وشركاهم بقيمة 372 مليون ريال، إعادة تأهيل مجرى السيل الشمالي لصالح فرع شركة تشاينا كوميونكيشنز كونستركشن كومباني ليمتد (صينية) بقيمة 143 مليون ريال، إنشاء قناة تصريف المطار الجديدة لصالح شركة سنامبر وجتي العربية السعودية المحدودة (إيطالية) بقيمة 1.319 بليون ريال، وإعادة تأهيل مجرى السيل الشرقي لصالح شركة عبر المملكة السعودية للتجارة والصناعة والمقاولات «سبك» بقيمة 751 مليون ريال. ويأتي فوز الشركات الأربع من بين 13 شركة تأهلت لتنفيذ المشروعات منها ست سعودية وسبع عالمية، لتنفيذ مشروعات الحلول الدائمة، حيث جرت المنافسة بين المقاولين الذين تمت دعوتهم في 10 صفر الماضي، وتم تحديد 17 ربيع الثاني الماضي، موعداً لتسلم العطاءات، وتم فتح العطاءات الفنية في 18 ربيع الثاني الماضي، ومن ثم تقييمها حسب برنامج التقييم الذي يتم إعداده والموافقة عليه من قبل فريق تقييم العطاءات قبل الموعد النهائي لتقديم العطاءات وذلك قبل الشروع في التقييم المالي، وتقديم التوصية بالترسية. وأجرى فريق إدارة مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة تحت إشراف إمارة منطقة مكة دراسة مستفيضة للأحواض المائية شرقي المحافظة، حيث تم استخدام خرائط مسح ضوئية عالية الدقة لإنجاز الدراسة الهيدرولوجية والتي شملت معدلات الشدة المطرية بوصفها أساساً لجميع تصاميم المشروعات الهندسية، واستغرق ذلك أكثر من 200 ألف ساعة عمل بين المملكة وأميركا وبريطانيا لاعتماد حلول هندسية تم عرضها خلال ورش عمل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة مع تنفيذ جميع الأعمال الميدانية المصاحبة مثل تحليل التربة والرفع المساحي. وخلصت الدراسة إلى أن مشروعات الحلول الدائمة تقتضي إنشاء خمس سدود جديدة صممت لاستيعاب شدة مطرية تكرار200 عام، مع قدرتها إنشائياً لتحمل شدة مطرية تكرار 10.000 عام وتفريغ السدود خلال 15 يوماً، وزيادة القدرة الاستيعابية لمجرى السيل الشمالي والجنوبي والشرقي، وإنشاء قناة تصريف جديدة بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي. وبحسب الدراسة، يتكون التصميم الإنشائي للسدود الخمسة من طبقات عدة من الصخور بمقاسات مختلفة وطبقة خرسانية لحمايتها، فيما يتكون أساس السدود من جدار قاطع بعمق يصل إلى الطبقة الصخرية لمنع تسرب المياه مع تركيب أجهزة استشعار ومراقبة لرصد حركة المياه الجوفية أو أي هبوط، كما ترتبط جميع السدود بقنوات مفتوحة متصلة بالقناة الشرقية لتفريغ مياه السيول والأمطار خلال 15 يوماً لدى هطول الأمطار، وأخيراً تنفيذ طريق فوق كل سد بعرض ثمانية أمتار لغرض أعمال الصيانة. بينما تتمثل تصاميم مشروعات زيادة الطاقة الاستيعابية لمجاري السيول الرئيسية الثلاث الحالية بناء على شدة مطرية 100 عام، في رفع كفاءة مجرى السيل الشرقي بنسبة80 في المئة بإعادة تأهيله بطول أكثر من 20كيلو متراً، رفع كفاءة مصب مجرى السيل الشمالي بنسبة 100 في المئة بإنشاء عبارتين بطول كيلومترين، رفع كفاءة مجرى السيل الجنوبي بنسبة50 في المئة بإعادة تأهيله بطول أربعة كيلومترات.