أنا شاب عمري 28 سنة، تعرفت على فتاة عبر طريق موقع للزواج في الإنترنت، وبعد يومين من معرفتها تقدمت لوالدها ووافق عليّ، وبعد ذلك تقدمت أمي وأخواتي لخطبتها ثم تمت النظرة الشرعية أو الشوفة، وكل ذلك في خلال أسبوعين من معرفتي بها، وبعد أسبوع من الشوفة تم عقد القران، لكن بعد شهر، أصبحت تخبرني أنها غير مرتاحة وأنها متضايقة وتريد الطلاق، فكنت أبكي لها وأترجاها أن تزيل هذه الفكرة من تفكيرها فترضى، لكن بعد أسبوع تعود لنفس المشكلة وتقول إنها غير مرتاحة وتريد الطلاق، وأكرر الرجاء معها، كانت في الليل تحدثني في الهاتف وتقول لي أحبك وفي الصباح تقول لي أنا أعتبرك إنساناً عادياً وما أحبك، وقلت هذه التصرفات إصابة عين، وذهبت بها إلى الشيوخ، ولم يكن بها أية إصابة عين، واستمر بنا الحال لمدة أربعة أشهر. قرب موعد الزفاف جاءت وأخبرتني أن هناك فتاة اتصلت على أمها وقالت لها إن زوج ابنتك يتحدث مع الفتيات بالهاتف، عندما قالت لي ذلك، ضحكت من شدة الاستغراب، فأنا إنسان محافظ، لكن غضبت من تلك السذاجة، لكن بعد يومين اتصلت فتاة على جوالي وكانت رقيقة جداً في كلامها، والغلطة الكبرى التي ارتكبتها أنني جاريتها في الكلام، لكن والله ذلك لهدف، وهو أنني أريد أن أعرف من هي التي تريد تشويه سمعتي عند أهل زوجتي، وكانت المكالمة لمدة ربع ساعة فقط، بعد يومين من ذلك الاتصال جاءت خطيبتي وقالت أنت تكلم فتيات، فقلت لها لا، فقالت لقد أتاني شريط وأنت تكلم الفتاة الفلانية قبل يومين، فهل يعقل أن تسجل فتاة على نفسها شريط محادثة؟ لكن بعد أسبوع كانت حماتي في المستشفى، وأنا عندها دخلت ممرضة وقالت إن هذه الهدية من الدكتور للآنسة (....) ومكتوب عليها مع حبي وتقديري، فسألتها من هو هذا الدكتور، وقالت ممكن معجب وممكن لم ير خاتم الخطوبة، ولما سألت أخاها قال: اتركك منه إنسان تافه، وكانت هي باردة جداً في ردها، وقالت سأذهب إليه وأرمي الهدية في وجهه وأقول له احترم نفسك، ولما قلت لخالها الموضوع، أخذ مني الكرت وقال لي «طنش أنا سأتصرف معها»، وكنت أريد أن أعود إلى المستشفى وأبحث عن هذا الطبيب، لكن قالت لي أمام خالتها لو عملت أي شيء ما بيني وبينك...! هل تعلم بعد ذلك يا سيدي ماذا حصل، قالت لي حبيت أحرق دمك والهدية ملعوب، لأنك خنتني مع البنت، المهم تأجل الفرح ولما رغبت في الانفصال عنها، قلت لها رجعي لي أغراضي، ورفضت، وقالت لا أرجع لك إلا مبلغاً بسيطاً من المهر والسيارة والشبكة، وإذا ما عجبك روح المحكمة واطلب الخلع بعذر شرعي، لأنك خنتني بأنك تحدثت مع فتاة بالهاتف، وأنا مسجلة الشريط وأخذته من البنت، الآن أصبحت معاملتها لي قاسية جداً، ولما أطلب منها أن ترجع لي أغراضي وأطلقها، تقول أنا لا اريد الطلاق، وتقول لي إن أي انفعال سأجرجرك في المحاكم وعندي الشريط. أنا لا أكذب عليك إذا قلت لك إنني أحبها، لكن هي تقول لي إنك إنسان عادي بالنسبة لها وإنها تعتبرني زوجاً فقط، ودائماً تريد الطلاق، لأنها تريد إنساناً تحبه قبل كل شيء حتى تستمر بالعيش معه. والله دائماً أخبرها أن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج، وأن العشرة ستولد المحبة، لي سبعة أشهر وأنا في عذاب، وهل فعلاً الشريط يعتبر سلاحاً ضدي لها في المحكمة، وهل أتركها وأطلقها. - عقد قرانك وزواجك من هذه الفتاة التي تعرفت عليها عبر الإنترنت لم تكن موفقاً فيه، لأن الفرصة للتعارف لم تكن كافية حتى تتعرف عليها جيداً وعلى سلوكياتها وأخلاقياتها، وكنت على استعجال من أمرك، والنتيجة ظهرت في شكوكها حولك بأنك تحادث فتيات أخريات، وبالفعل حاولت أن تثبت كلامها بالأدلة فأرهبتك بأن معها شريطاً مسجلاً من فتاة تحدثت معك بالجوال، وأنا أعتقد أن هذه قصة مفبركة ومنسوجة، كما فعلت من قبل في قصة الورد الذي استلمته من الطبيب واعترفت في ما بعد أنها قصة مفبركة، وعليه أقول لك لا تنزعج من قصة الشريط، وطالما أنك تريد زوجتك هذه وتحبها فاصبر عليها وحاول إقناعها بإتمام مراسيم الزواج، وأن الحب الحقيقي سيظهر بعد العشرة الزوجية بحسب قولك لها، وذلك لأن الطلاق بيدك وليس بيدها، أما إذا أصرت زوجتك هذه على المعاكسة وعدم الطاعة من أساسه فإن هذا الزواج سوف لا يدوم طويلاً وتكثر فيها المشكلات الزوجية في ما بينكما كالذي يحصل الآن، أما حديث زوجتك هذه بأنها ستذهب إلى المحكمة لطلب الخلع منك بعذر شرعي بأنك خنتها وتحدثت مع فتاة أخرى ولديها شريط مسجل بذلك، فتأكد واطمئن أنه لا يحصل الخلع بمجرد الطلب أو بمثل هذا الشريط المزعوم التي تنوي تقديمه كدليل إثبات ضدك، وذلك لأنه يمكنك أن تثبت العكس أمام المحكمة، وتخسر هي دعواها المطلوبة، أما إذا كرهتك هذه الزوجة في شخصك ولم تستطع العيش معك مستقبلاً، وأرادت أن تخالعك إذا ما خسرت دعواها بذلك الشريط المزعوم منها، فأحيطك علماً بأن لها نصف المهر إن كانت قبضته كاملاً فترد لك نصفه شرعاً مع بقية الأشياء الأخرى ( راجع المغني والشرح الكبير، ج 8 ص 179). ولتتأكد هذه الزوجة أن المرأة التي تطلب الطلاق من زوجها من دون سبب مشروع، فتحرم عليها رائحة الجنة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فتحرم عليها رائحة الجنة) رواه أبو داوود، المرجع السابق، ص (23). وإذا أصرت هذه الزوجة على موقفها وتريد مخالعتك فإني أرى أن تذكرها بالحديث المذكور سابقاً، وخذ منها نصف المهر بالإضافة لبقية الأشياء الأخرى وخالعها، لأنها في تقديري لا تستقيم لك زوجة تطمئن لها، طالما بدأت حياتها معك بمثل هذه المشكلات، والأمر في نهاية المطاف راجع لك وأنصحك بصلاة الاستخارة في هذا الأمر، واتخاذ القرار المناسب في ضوء ذلك.