بينيتيز، ليوناردو، غاسبيريني، رانييري، ستراماتشوني، خمسة مدربين حصيلة دكة إنتر ميلان الإيطالي في غضون موسم ونصف، بعد أن عاش استقراراً واضحاً في الأعوام الخمسة الماضية، إذ لم يشرف على تدريبه في تلك الفترة سوى مانشيني (ثلاثة أعوام)، ومورينهو (عامين) حققا معه أكثر من 12 بطولة. لم يحدث أمر جديد في أروقة «النيراتزوري»، إذ تحول نبأ تغيير المدربين فيه إلى عادة تتكرر كل ثلاثة أشهر على أبعد تقدير. مركز ثامن في الدوري الإيطالي وإقصاء مفاجئ من دوري أبطال أوروبا أمام مرسيليا الفرنسي في الدور الثاني، دفعا موراتي لإقالة «تينكرمان» الذي أشرف سابقاً على تشلسي الإنكليزي وفالنسيا وأتلتيكو مدريد الإسبانيين ويوفنتوس وروما، بعد قيادته النصف الأزرق إلى فوز وحيد في آخر عشر مباريات في الدوري الإيطالي. وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير الخسارة أمام يوفنتوس (صفر-2) في الجولة الماضية يوم الأحد ليترنح إنتر، بطل الثلاثية عام 2010، في المركز الثامن في ترتيب «سيري أ»، بفارق عشر نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وذلك بعد عجزه عن التسجيل في سبع من مبارياته العشر الأخيرة. وجاءت نهاية حقبة رانييري مع إنتر بعد ساعات قليلة على اعتقاد موراتي أن الأول سيبقى مع الفريق الأول حتى نهاية الموسم، علماً بأنه قلب نتائج الفريق عندما قاده إلى سبعة انتصارات متتالية في الدوري، بعد حلوله بدلاً من جانبييرو غاسبيريني في بداية الموسم. الإطاحة برانييري وتعيين ستراماتشوني (36 عاماً) قد تشكل مخاطرة لموراتي، بطل إقالة المدربين، نظراً لقلة خبرته بالدرجة الأولى كلاعب ومدرب في آن، لكن موراتي ألمح إلى أنه يريد الاستغناء عن «الحرس القديم» وضخ دماء جديدة في الفريق الذي كان قادراً عام 2010 على فك شيفرة نادي برشلونة الإسباني قبل السيطرة على المسابقة الأوروبية الأولى، ومن الأسماء المطروحة لتسلم دفة الفريق الفرنسي لوران بلان مدرب منتخب فرنسا الذي يطارده تشلسي الإنكليزي بقوة. حقق رانييري (60 عاماً) المدرب المتجول، نجاحات في بداياته مع كالياري في الدرجة الثالثة عام 1990 وفيورنتينا في الدرجة الثانية بعد أربع سنوات، ثم أحرز الكأس مع «فيولا» عام 1996 وكأس إسبانيا عام 1999، لكنه عجز عن قيادة عدد كبير من الأندية التي دربها إلى الألقاب. مدربون عمالقة أشرفوا على إنتر في العقد الجديد على غرار روبرتو مانشيني والبرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني رافايل بينيتز والبرازيلي ليوناردو لكنهم عانوا مرارة إقالة موراتي، الذي سحب أوراق اعتماد رانييري بعدما أفرغ محتوى فريقه من خلال الاستغناء عن لاعب الوسط تياغو موتا إلى باريس سان جرمان الفرنسي، وهو الشرط الوحيد الذي وضعه رانييري على مالك النادي. صحيح أن إنتر ميلان يعتبر من أعرق وأبرز الأندية الأوروبية لكن ما يميزه مقارنة ببقية الأندية الكبرى في القارة العجوز على غرار مانشستر يونايتد الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني وحتى جاره ميلان هو عدم الثبات في مركز المدرب وانتظار مدرب عملاق على غرار هيلينو هيريرا وجوفاني تراباتوني ومورينيو لقيادته إلى طريق الألقاب.