اختتم فنانون سعوديون وخليجيون مؤتمرهم الثاني في دبي (نقاط 2012)، الذي عقد أخيراً بعنوان «اكتشاف مدينة آرابسك المفقودة»، بالشراكة مع هيئة دبي للثقافة والفنون. في محاولة للتعامل مع الانفصام بين التراث والحرف اليدوية من ناحية، والصناعات الخلاقة المعاصرة من ناحية، وقدم المصممون والمشاركون رؤاهم حول هذا المفهوم، إضافة إلى تأثير أعمالهم في تحديد الهوية العربية المعاصرة. وشهد المؤتمر زخماً لافتاً منذ الجلسة الأولى للمحاضرات التي افتتحها المحترف السعودي، وسط تفاعل كبير بين الجمهور والمهتمين والمتحدثين على اختلاف جنسياتهم العربية والأجنبية وبتنوع تخصصاتهم. ومثل المملكة أحمد عنقاوي وأحمد كونش ومن دار المحترف السعودي كميل حوا، الذي ألقى ورقة بعنوان «فن لتراثنا وحاضرنا» تضمنت نظرة تحليلية عن انتشار ممارسة إدخال فن الخطوط العربي في اللوحة التشكيلية الحديثة، معتبراً أن هذا بحد ذاته لا يجعل اللوحة عربية، وأضاف أن ذلك أيضاً لا يُدخل فن الخط في التشكيل المعاصر، وأكد في محاضرته الشيقة أن اللوحات الخطية ولدت في التراث العربي من الحبر والورق، ما يجعل لوحات الخطوط بالزيت والإكريليك هجينة على هذا الفن العريق. وقال حوا: «من أجل صحّة حياتنا الثّقافيّة الحاضرة، لا بدّ من أن نتجنّب اختزال تراثنا الخطّي النّبيل في نسخاتٍ رخيصة وواهنة، وفي ممارسة أفضل ما يُقال فيها إنّها حالة عربنة سطحية للفن. قد تكون هذه الظاهرة نتيجة نوايا حسنة، ورغبة في تمثيل الهويّة الثّقافيّة، في نهاية المطاف، يمكن أن تُؤخذ على أنّها محاولة يائسة للتّعويض عن فراغٍ في الفن العربي المعاصر». واستعرض حوا خلاصة تجربة المحترف السعودي في تصميم الشعارات و«اللوغو»، وأشار إلى مجال فن الخط وترجمته العملية بتصميم العشرات من تقاويم الحائط المنتشرة بآلاف النسخ على جدران المكاتب والبيوت والمدارس والمستشفيات والمنشآت العامة، معتبراً أن أهم ما يميز هذه التجربة حماستها لتجديد حيوية الخط العربي وعفويتها الصادقة. وشدد على أن هذه الآلية هي السبيل الوحيد لإقامة صلة حميمة بالتراث من جهة ومزاج العصر من جهة ثانية، وختم حوا مشيراً إلى الهوية البصرية التي طورها المحترف أخيراً للجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ومن ضمنها شعار «نحن تراثنا»، واعتمدته الجمعية شعاراً دائماً لها منذ الأسبوع الماضي. يذكر أن المؤتمر شارك فيه 24 محاضراً يقدمون أوراقاً بحثية، إضافة إلى 12 ورشة عمل يتم من خلالها استكشاف جماليات الفن العربي والإسلامي المفقودة.