أقام أستاذ العود نصير شمة، أمسية موسيقية في «قصر الإمارات» ضمن مهرجان أبو ظبي 2012، بمشاركة موسيقيين عالميين من بينهم عازف الغيتار الإسباني نينيو خوسيلي، وعازف آلة الكونغا البورتوريكي جيفواني هيدالغو، إضافة إلى عازف الكلارينيت الأول في اليونان فاسيلس ساليس، ومايلز غاي الذي عزف مع كبار الفنانين مثل زياد الرحباني وفتحي سلامة وأوركسترا القاهرة السمفونية ويوسو ندور وغيرهم. كما ضمّت الفرقة عازف البيانو الإيطالي تشيزاري بيكو، وعازف القيثارة الكولومبي إدمار كاستينيدا وعازف الساكسوفون العراقي وسام الخصاف، وضابط الإيقاع بيرتو ريكان. استهلّ شمّة الحفلة بمقطوعة «بعيداً من الحزن» التي عبّر من خلالها عن حالة المجتمعات العربية عام 2011. وبتأثر واضح، عزف منفرداً مقطوعة «بياض» التي أراد أن يحيي بها لحظات ارتفاع أرواح شهداء الحرية. وبرفقة العازفين، انطلقت ألحان «كان في الأندلس» كتحية «لذكريات الشعر والفن والحضارة». وفي دعوة إلى التوافق العربي والإنساني، ذكر الإمارات كمثال، قائلاً: «سأعزف مقطوعة بعنوان «الاتحاد»، وآمل أن نكون غداً أقرب إليه من اليوم». وتحدّث شمّة إلى «الحياة» عن الموسيقى وعلاقتها بوضع العالم العربي اليوم: «قد يكون أكبر المتضررين، من بعد الجرحى والشهداء، هو الموسيقي، وأنا أعبّر عن هذا الوجع دائماً، فمثلاً كنت أول من عزف، معبّراً عن ألم تونس، وفي ليبيا كذلك شاركت في بنغازي في الاحتفالات بالثورة، وفي مصر كنت معهم في ميدان التحرير، أما سورية فمنذ انطلاقة الثورة وأنا أعزف لها... أنا لا يمكن أن أقف إلا مع الناس، وما يحدث في سورية الحبيبة يدمي قلوبنا، أليبقى أحدهم في الحكم، يموت الشعب؟! لهذا أعتبر أن الموسيقى تقوي العزيمة». وأضاف: «لك أن تتخيلي إلى أي حد كانت مقطوعة «بابا عمرو» قريبة من القلوب، فالموسيقى في الأحداث الكبرى تساهم في دفع الناس إلى موقف موحّد وقوي. الموسيقى فوق اللغات». وتوالت المعزوفات طوال ساعتين، كرحلة إلى عوالم الإيقاع الساحرة وبحضور واضح للثقافات والحوار مع الآخر، لا سيما في «حنين إلى قرطبة» إذ عبّر شمّة عن انشغاله بالأندلس كونها مثال التعايش. وكانت مقطوعة «نحن هنا» إشارة إلى أثر الموسيقى في حياة البشر، إضافة إلى مقطوعة «طريق الحرير» الذي ربط العالم تجارياً وإنسانياً. وسبق لنصير شمّة أن أعلن أنه لن يدخل العراق وفيه جندي أميركي واحد، ما جعله يبقى سنوات خارج بلاده. وها هو بعد خروج القوات الأميركية يقرر العودة، ويقول: «بكيت كطفل حين اتخذت القرار، أتمنى أن يصبح العراق أفضل، على رغم أن الواقع يقول العكس». يضيف: «وعلى رغم أني لم أدخل العراق منذ زمن، بسبب الاحتلال الأميركي، أعزف اليوم مع موسيقي أميركي، لأن الموسيقى فوق اللغات ولا تخضع لأي تفرقة برأيي، فهي تمنح كل إنسان سرّاً خاصاً به، بحسب ثقافته ومستوى تذوقه». ووقّع شمّة أول كتاب له عن تجربته الموسيقية والحياتية بعنوان «أحلام عازف الخشب».