أجمع المراقبون السياسيون الألمان أمس على أن الخطاب الرسمي الأول الذي ألقاه الرئيس الألماني الجديد يواخيم غاوك في البرلمان الاتحادي في برلين كان خطاباً سياسياً بامتياز حدد فيه الخطوط الكبرى لنهجه الذي أثار جدلاً في البلاد، خصوصاً من جانب اليسار، حول أولوياته السياسية والاجتماعية وموقفه من اندماج الأجانب. وفي جلسة خاصة حضرها نواب البرلمان ورؤساء حكومات الولايات ال16 ورؤساء الدولة السابقين والسفراء المعتمدين في البلاد، أدى غاوك، وهو قس سابق وناشط حقوقي وخطيب بارع، القسم على الدستور باعتباره الرئيس الحادي عشر للبلاد بعد انتخابه الأحد الماضي بغالبية كبيرة من جانب هيئة المجلس الاتحادي. والرئيس الجديد هو أول ألماني شرقي يحتل هذا المنصب بعد مرور 23 سنة على الوحدة الألمانية، ويخلف الرئيس كريستيان فولف المستقيل على خلفية تهم بالفساد واستغلال السلطة بعد عشرين شهراً على انتخابه. وإثر الانتهاء من خطابه وعزف النشيد الوطني انتقل غاوك إلى قصر «بِلّ فو» حيث أدى الحرس الجمهوري التحية له في أول يوم عمل رسمي فيه. ولفت إلى أن ألمانيا بلد يعيش فيه مواطنون من دول أخرى، لهم لغات وأديان متعددة منها الإسلام، موضحاً أن ألمانيا «دولة مشتركة للجميع، وهي بلد القيم المشتركة». وتوجه في حديثه إلى سلفه فولف الذي جلس إلى جانبه فأثنى على مقاربته لموضوع الاندماج في البلاد وعلى «فتح أعيننا عليه». وأكد له: «سأتابع ما بدأته». وكان فولف أول رئيس حكومة محلية في البلاد يعين وزيرة من أصل تركي، كما كان أول رئيس للدولة يعلن أن الإسلام أصبح جزءاً من ألمانيا. وحضّ الرئيس الألماني في الختام المواطنين على المشاركة السياسية والاجتماعية وتحمل المسؤولية في منظمات المجتمع المدني. وطلب منهم إعطاءه والمسؤولين الآخرين في الدولة ثقتهم لأن «الإنسان الواثق من نفسه فقط قادر على تحقيق شيء ما».