برلين - أ ف ب - انتخب مجلس اتحادي ألماني امس، يواخيم غاوك (72 سنة) القس السابق القادم من ألمانيا الديموقراطية السابقة والمدافع عن الحريات وحقوق الإنسان، رئيساً لألمانيا، على أمل بأن يعيد لهذا المنصب مكانته بعد فضيحتين هزتاه. وكان انتخاب غاوك من قبل المجلس الذي يضم نواب البرلمان ومندوبين من عالم السياسة والمجتمع المدني، أمراً شكلياً إذ إنه لقي دعم الاتحاد المسيحي الذي تقوده المستشارة أنغيلا مركل وحليفها الليبرالي والحزب الاشتراكي الديموقراطي ودعاة حماية البيئة (الخضر). وألقت مركل القادمة من شرق ألمانيا أيضاً، بثقلها لدعم غاوك في شباط (فبراير) الماضي، بعد استقالة الرئيس كريستيان فولف بسبب اتهامات بالفساد. ولم يشغل فولف منصب الرئاسة الفخري هذا سوى عشرين شهراً من الولاية الرئاسية المحددة بخمس سنوات. وانتخب فولف رئيساً بعد استقالة هورست كولر الذي كان في الماضي رئيساً لصندوق النقد الدولي، واستقال من الرئاسة الألمانية بعدما أدلى بتعليقات بدت كتبرير لاستخدام الجيش من اجل خدمة المصالح الاقتصادية لألمانيا. وغاوك التزم قضية الحريات في نهاية عهد الشيوعيين في ألمانياالشرقية. ويحرص هذا البروتستانتي الملتزم مثل مركل على تذكير الألمان بأن حريتهم التي دفعوا ثمناً غالياً من اجلها تتضمن مسؤوليات أيضاً. وكتبت أسبوعية «دي تسايت» انه «يمكننا أن نتعلم من غاوك أن الديموقراطية تعني أن نفكر ونعمل من انفسنا لا أن ننتظر مخلصين سياسيين». وتضم الهيئة 1240 ناخباً بينهم 620 نائباً ومثلهم من ممثلي مقاطعات الاتحاد. ويمكن أن تجرى ثلاث دورات اقتراع. وينتخب المرشح عندما يحصل على الأغلبية المطلقة، باستثناء الدورة الثالثة التي يحتاج فيها إلى غالبية بسيطة للفوز. وانتخب غاوك لأن الأحزاب الممثلة في مجلس النواب متفقة على اختياره، باستثناء حزب اليسار الراديكالي «دي لينكي». وأفادت تقديرات انه يمكن أن يحصل على تسعين في المئة من الأصوات. ويفضل اليسار الراديكالي للرئاسة بياتي كلارسفلد (73 سنة) التي ركزت في حياتها على مكافحة النازيين. وكانت بياتي كلارسفلد اقتحمت الساحة السياسية في ألمانيا في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1968 عندما صفعت المستشار كورت غيورغ كيسينغر الذي كان في الماضي عضواً في الحزب القومي الاشتراكي، خلال تجمع للاتحاد الديموقراطي المسيحي. ومعركتها ضد النازيين كانت خصوصاً السبب الذي اختارها اليسار الراديكالي الممثل في حزب «دي لينكي» للترشح. وهذه الألمانية التي تعيش في فرنسا وصلت إلى ألمانيا يرافقها ممثلون من جمعية أبناء وبنات مهجرين يهود من فرنسا التي أنشأتها مع زوجها سيرج. وكان يواخيم غاوك فشل في الفوز في الرئاسة في 2010. ويتمتع غاوك المدافع الشرس عن الحريات والذي كان ناشطاً في الحركة الاحتجاجية في نهاية الشيوعية في ألمانيا الديموقرطية، باحترام كبير. وغاوك مولود في 1940 في روستوك (شمال شرق) واختار أن يصبح قساً في الكنيسة اللوثرية في ألمانيا الديموقراطية التي كانت الكنائس فيها تتمتع بهدوء نسبي. واستخدم غاوك موقعه كقس للدفاع عن حقوق الإنسان. وفي 1989 عندما بدأت التظاهرات التي أدت إلى انهيار جدار برلين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اصبح الناطق باسم مجموعة المعارضين في «المنتدى الجديد» في روستوك.