دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى انتخاب مرشح المعارضة السابق يواكيم غاوك القس الناشط في حقوق الانسان في جمهورية المانيا الديموقراطية سابقا والذي يحظى بسمعة كبيرة، رئيسا للبلاد. واتفق اتحاد الحزبين المسيحيين (سي.دي.او وسي.اس.او) الذي تنتمي اليه ميركل وحليفها الليبرالي (اف.دي.بي) والحزب الاجتماعي الديموقراطي (اس.بي.دي) والخضر على ان يخلف يواكيم غاوك (72 عاما) كريستيان فولف الذي استقال الجمعة اثر الاشتباه في تورطه في فضية فساد. وادلت المستشارة ميركل بهذا الاعلان مساء الاحد في مؤتمر صحافي دعي اليه عقب الاجتماع الوحيد الذي عقدته مختلف الاطراف المذكورة. وقالت ميركل ان «هذا الرجل قد يتمكن من اعطاء دفع حاسم في مواجهة تحديات عصرنا». وقد نشأت المستشارة وهي ايضا ابنة قس في مسقط رأس غاوك، الرجل الطويل القامة الرزين المبتسم الذي قالت إنه «استاذ في الديموقراطية» للدور الذي لعبه خلال نهاية جمهورية المانيا الديموقراطية وتوحيد البلاد. لكنها في يونيو 2010 بذلت جهودا كثيفة من اجل انتخاب فولف بصعوبة في الجولة الثالثة على حساب غاوك الذي لا ينتمي الى اي حزب لكنه كان يمثل الحزب الاجتماعي الديموقراطي والخضر. ويتولى رئيس الجمهورية المانية منصبا فخريا في الاساس لكنه يمثل سلطة اخلاقية فقد بذل ريتشارد فون فيزشاكر مثلا جهدا كبيرا كي تتحمل المانيا مسؤولية ماضيها النازي. وعلق غاوك الذي بدا متاثرا حيث ان اغلبية الالمان يعتبرون انه قادر على اعادة كرامة المنصب الرئاسي، بالقول «انه يوم خاص جدا بالنسبة لي، في حياتي التي شهدت عدة ايام مماثلة». واعرب عن سعادته ان «يدعى شخص مثلي، ولد خلال حرب رهيبة وعاش خمسين سنة تحت الدكتاتورية الى تولي مهمة رئيس الدولة». لكنه حذر من انه «ليس رجلا خارق القوة او معصوما». واعرب غاوك عن «ارباكه وحرجه» لوجوده وسط صراع سياسي مرتين في ظرف سنتين لكنه يريد مساعدة الالمان على «استعادة قوتهم» لا سيما في وجه ازمة اليورو. ويحظى يواكيم غاوك الذي لقبته الصحف الشعبية اثر فشله في يونيو 2010 باسم «رئيس القلوب»، بشعبية كبيرة في المانيا ويثير الاعجاب خصوصا للطريقة التي حاول ان يوفق بها بين الحقيقة والعدالة والمصالحة بصفته اول مسؤول عن ارشيف الشرطة السرية الالمانية الشرقية سابقا، خلال عشر سنوات اعتبارا من 1990.