رد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس على دعوات قوى 14 آذار في وثيقتها التي أعلنتها أول من أمس الى «بناء ركائز الدولة الواحدة الجامعة... وإلى سلام داخلي لإعادة وصل ما قطعته سنوات الوصاية في ما بيننا»، بالقول «إننا كل يوم نستطيع أن نقول باليد الممدودة لكن هذه اليد ماذا نخبئ فيها؟». وتوجه نصرالله الى قوى 14 آذار سائلاً: «هل أنتم قادرون على بناء أحزاب ومؤسسات لتبنوا دولة». وأكد أن «الدولة لا تقوم على شطب الآخر»، لكنه قال: «موضوع سلاح المقاومة (الذي تقول 14 آذار بانضوائه تحت لواء الدولة) إذا اتفقنا عليه ماشي الحال، وإذا اختلفنا يؤجل وهو مؤجل ومن يستطع نزعه بالقوة فليتفضل». وأضاف: «نحن سائرون بالحوار وجاهزون لبحث الاستراتيجية الدفاعية ولا تحل المشكلة بالمزايدة في الإعلام». واعتبر نصرالله أن الاعتراف بالآخر يجب أن يكون ممارسة وليس شعاراً فقط. وتناول الخلاف اللبناني على الوضع في سورية، وقال: «الرهان على سقوط النظام السوري وانشقاق الجيش وحرب طائفية وتدخل خارجي وعقوبات اقتصادية لم يؤدِّ الى نتيجة». وقال: «إنهم يسألوننا كيف نقف مع الشعب في دول ولا نقف مع الشعب في سورية»، مشيراً الى «التظاهرات في حلب ودمشق (المؤيدة للرئيس بشار الأسد) اليوم»، معتبراً أن «هناك جزءاً من الشعب لا يريد حرباً طائفية ولا خيانة وهناك انقسام شعبي ونحن مع هذا الجزء من الشعب». ودعا «الجميع الى مراجعة، ولا يوجد في سورية إلا حل سياسي وإلقاء السلاح في شكل متزامن وبآلية متفق عليها والدخول بحل سياسي وبغير ذلك فإن من يريد أن يسقط النظام بأي ثمن لن يستطيع». وتحدث نصرالله عن المجازر مؤكداً أن ما من أحد إلا ويدين مشاهدها ملاحظاً أن المعارضة تتهم النظام بها والنظام يتهم المعارضة. وحمّل وسائل الإعلام مسؤولية الكذب والافتراء في الوقائع. وانتقد ما تتناقله وسائل الاتصال من إنترنت وغيرها. معتبراً «أن 90 في المئة مما يقال عن حزب الله هو كذب». وقال: «مثلاً يقولون إننا مرتبكون، أين الارتباك؟ والله مرتاحون ومادّون أرجلنا أيضاً. نحن لدينا قراءة مختلفة للمنطقة، الارتباك والقلق والضياع، إنكم تحكون عن أحلامكم». ورأى نصرالله أن «هناك من يعمل على توتير الناس حتى يخرب البلد نتيجة الانفعالات وهذا ما يخطط له الأميركيون والإسرائيليون وهناك أناس التبست عليهم الأمور». واعتبر أن «الفرصة متاحة لأمتنا لاستعادة حقوقها. والغرب (في حالة) نزول» (في انحدار). وكان الانقسام اللبناني حول الوضع في سورية ظهر مجدداً خلال جلسة المجلس النيابي التشريعية أمس. إذ دعا النائب مروان حمادة الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الثورة في سورية لمناسبة مرور سنة على بدء الانتفاضة فيها وحين وقف نواب من قوى 14 آذار دعاهم رئيس البرلمان نبيه بري الى الجلوس لأنه لم يطلب منهم الوقوف.