حرص الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمة ألقاها في تخريج مشاركين ومشاركات في دورات لمحو الأمية، أمس، في ضاحية بيروت الجنوبية وعبر شاشة عملاقة، على الدعوة إلى «الهدوء والوعي لمواجهة ما يخطط للمنطقة»، مجدداً مطالبته السوريين ب «مراجعة بعد مرور سنة على الأحداث الجارية فيها، تودي إلى نتيجة الحل السياسي بإلقاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها»، مؤكداً أن أي خيار آخر يعني «المزيد من النزف لأن من يريد تدمير سورية وإسقاط نظامها لا يستطيع». وخصص نصرالله الجزء الأكبر من كلمته للحديث عن إحصاءات عن نسبة الأمية في لبنان والدول العربية. وإذ أشاد بالتعاون الموجود بين الدولة اللبنانية والجمعيات الأهلية لحل هذه المسألة، انتقد بشدة الدول العربية التي لديها إيداعات مالية ببلايين الدولارات في المصارف الأوروبية والأميركية ولا تعمل على معالجة أمية شعوبها أو تؤمن فرص عمل للعاطلين من العمل حيث تسجل نسب بطالة عالية، معتبراً أن دولاً تفضل هذا الواقع كي لا يبقى وقت لشعوبها للتفكير بقضايا عربية ولا بالقدس ولا الحريات. وعرض نصرالله لملفات حياتية في لبنان «لا خلاف على معالجتها ولا تخضع لمنطق الأكثرية والأقلية»، وعن «ملفات خلافية لا نزال مختلفين عليها، فنحن مختلفون على الصديق وعلى العدو ومن يقول غير ذلك غير صحيح، وعلى قانون الانتخاب، والمنهجية تقول تعالوا إلى القضايا التي نتفق على أهميتها وإلحاحها ونتعاون فيها وفي القضايا التي نختلف حولها تعالوا لنتحاور، في حكومة، في مجلس نيابي، حول طاولة حوار، في أطر رسمية أو غير رسمية، ما نستطيع الاتفاق عليه نمشي به وما لا نتفق عليه نؤجله ولا يجوز أن نعطل كلنا البلد إذا اختلفنا على ملف أو ملفين». وتحدث عن «المنطق المقابل الذي يقول إما تسيرون مثلما نريد في الملفات الخلافية أو يتعطل البلد، ويطرح موضوع سلاح المقاومة ولا يمكن حل أي ملف آخر إذا لم نحل موضوع سلاح المقاومة، هذا ليس إنصافاً ولا واقعية، هذا واحد ملتزم مع الأميركي والغربي، ولا أريد القول مع الإسرائيلي، إن هذا الموضوع أريد أن أحله في لبنان ولو على حساب كل شيء فيه، نحن نقول هذا ملف نختلف حوله، فلنضعه على الطاولة ولنتعاون في الأشياء الأخرى». التعاون مع الخصم السياسي وعاد نصر الله في كلمته إلى تجربة الحكومات السابقة ودرجة التعاون مع «الخصم السياسي»، مذكراً ب «أننا اختلفنا على المحكمة الدولية لأنكم أردتموها تهريباً وركبتم فخ المحكمة وكنا إلى طاولة الحوار مع بعضنا بعضاً»، وقال: «لا تحل مشكلة البلد بالمزايدة إنما بالممارسة، انتم كيف مارستم؟ لم تشاركوا في حكومة وحدة وطنية، أعلنتم الحرب عليها منذ اليوم الأول، هل هذا تعاون وطني؟ لنطلع من التعصب والعصبية المذهبية والمناطقية وكل يوم نستطيع أن نقول باليد الممدودة لكن هذه اليد ماذا تخبئ فيها؟». وسأل: «بأي نفس تريدون بناء دولة؟ بأي منهجية؟ هل أنتم قادرون على بناء أحزاب ومؤسسات لتبنوا دولة؟ والدولة لا تقوم على شطب الآخر؟ موضوع سلاح المقاومة إذا اتفقنا ماشي الحال وإذا اختلفنا يؤجل، وهو مؤجل ومن يستطيع نزعه بالقوة ليتفضل؟ نحن سائرون بالحوار وجاهزون لبحث الاستراتيجية الدفاعية». ودعا إلى اعتماد هذا المنطق «لمواجهة أخطار». وتوقف عند الأحداث الفلسطينية حيث «المشهد مؤلم: الشهداء والجرح، ومشهد آخر إرادة المقاومة في قطاع غزة وردها على ما جرى». واعتبر أن « ذهاب بعضهم إلى القول إن المواجهات في غزة بقرار إيراني، ظلم، متل حرب تموز حين قيل إن حزب الله عمل الحرب وهذا ظلم ويقدمهم الإعلام الغربي كمعتدين». وأكد أن الحرب على فلسطينوغزة «منذ أيام الشاه ولا علاقة لها بأي ملف آخر وهي من أجل استفراد الفلسطينيين، وليست حرباً مع إيران». الملف السوري وأسهب في الحديث عن الأحداث في سورية، مؤكداً أن «من بداية الأحداث رهاننا وأملنا أن تتمكن سورية من تجاوز المحنة من موقعها القومي، وكنا ننطلق من مخاوف نراها في المنطقة العربية، هناك وقائع، التقسيم في السودان مثلاً، واليوم الدعوات إلى الفيديرالية والانفصال في أكثر من دولة عربية، إنها مخاطر حقيقية وليست أوهاماً، نحن خائفون على سورية ومن حرب أهلية وعلى إضعاف سورية وما تمثل، لذلك منذ اليوم الأول دعونا إلى ألا تحصل مواجهات مسلحة والذهاب إلى الحل السياسي وكلنا مع الإصلاح وحقوق الإنسان ونحزن لكل قطرة دم لطفل أو امرأة، اليوم مرت سنة على ما حصل فيها وندعو الجميع إلى مراجعة تودي إلى نتيجة الحل السياسي، ومضمون الحل السياسي شأن سوري، للأسف في لبنان يتعاطى بعضهم على أنه قوة عظمى ويضع خريطة طريق نحن ما دخلنا؟ مصلحتنا هدوء واستقرار وحل سياسي وأمن في سورية وهم يرسمون لبعضهم الخطوط الحمر». وقال: «نحن اللبنانيين غير قادرين على حل مشكلاتنا، إنه شي متعب، هناك مشكلة في المستوى السياسي والعقل السياسي، لا احترام للمقامات ولا ضوابط في السياسة، سوق وفلتان». وشدد على أن «الرهان على سقوط النظام السوري وانشقاق الجيش وحرب طائفية وتدخل خارجي من الواضح أنها لم تؤدي إلى نتيجة، الجماهير التي نزلت اليوم إلى الساحات وهذا تعبير، صحيح هناك انقسام شعبي، لكن هناك شعباً لا يريد حرباً ولا خيانة ويريد أن يبقى مع فلسطين ونحن مع هذا الجزء من الشعب وهناك ناس يرون في أوباما وكلينتون ومن حرق القرآن وساركوزي وبريطانيا ومن باعوا فلسطين خشبة الخلاص، هو حر بما يريده ونحن أحرار بأن نعتقد بالذي نريده». وأضاف نصر الله قائلاً: «دلوني على دستور عربي متل الذي عمل في سورية، إن تطبيقه يحتاج إلى التفاهم، يجب أن يقف نزف الدم، المشاهد التي رأيناها أياً كان شكلها لا يمكن إلا إدانتها. واحدة من مسؤوليات النظام تقديم الحقائق وتوجيه الاتهامات يساراً ويميناً سهل، لكن القتل قتل. كل أشكال القتل يجب أن تتوقف. وأنتم في المجتمع الدولي كنتم تنصحوننا بعد 7 أيار بالحوار وأخذتمونا إلى الدوحة واتفقنا على تفاصيل التفاصيل، هكذا تمشي الأمور وكذلك في سورية». وتوقف عند «التظاهرة السلمية في البحرين والمعارضة السلمية الحريصة على استقرار البحرين ودماء خصومها»، وقال: «هذا مشهد حضاري ويعبر على الثبات والإرادة والرهان على تراجعها أو على الوقت هو رهان خاسر». مشيراً إلى مفارقة «عدم الاعتراف الدولي والعربي بوجود ربيع عربي في البحرين». وجدد نصر الله دعوته متابعي الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي في لبنان «إلى المزيد من الوعي والتنبه إلى التزييف»، وقال: «نحتاج إلى الكثير من التثبت كي لا نستفز. وهناك من يعمل على الإسراع في إسقاطنا في الفخ، فلا حدود للكذب والافتراء ونحتاج إلى الهدوء والوعي لمواجهة الحرب النفسية المقبلة، فليس كل الناس عملاء، هناك من قد يكونون مظلومين لكن ضيعوا بالأولويات، ما يخططون له تفتيت للمنطقة وتحريضنا على بعضنا بعضاً والمستفيد من هو؟ إذا رحنا إلى العصبية والتعجل سنخرب بيوتنا في لبنان والعالم العربي والإسلامي، الأميركيون اليوم إلى النزول وكذلك الغرب، ويريدون إنزالنا معهم، أما إذا بقينا متماسكين فأمامنا فرصة تاريخية لإيجاد تحولات هائلة».