علمت «الحياة» أن الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلّح أبلغ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أخيراً وتناول التصعيد الإسرائيلي الجاري في قطاع غزة، استعداد حركته قبول اتفاق تهدئة شرط أن يكون لائقاً ويتضمن وقف الاغتيالات. في السياق ذاته، قال قيادي رفيع في «الجهاد» ل «الحياة»: «لسنا ضد التهدئة، لكننا نتطلع إلى اتفاق يحفظ كرامتنا»، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية وفي ظل التهدئة استشهد أربعون مواطناً فلسطينياً في غزة نتيجة الاغتيالات الإسرائيلية. وتابع: «لا نريد أن نحارب إسرائيل لكن نرفض أن نعيش أذلاء... الفلسطينيون في غزة يعيشون في ظل حصار وظروف قاسية لا كهرباء ولا علاج ولا أدوية... لكن لديهم الاستعداد لأن يموتوا ويستشهدوا في مقابل كرامتهم». في غضون ذلك، أجرى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أمس محادثات مع مساعدي رئيس الاستخبارات المصرية تناولت بحث سبل إعادة الهدوء إلى الساحة الفلسطينية وأزمة الكهرباء. وكان نائب الأمين العام ل «الجهاد» زياد النخالة قال ل «الحياة» إن الحركة فوضت أبو مرزوق التحدث باسمها مع المصريين من أجل التوصل إلى تهدئة مع الجانب الإسرائيلي، وقال: «قلنا له (أبو مرزوق)، نحن لا نريد افتعال مشكلة ولا نسعى إلى تصعيد الأمور في غزة»، علماً أن المسؤولين المصريين أجروا اتصالاً أمس مع النخالة في شأن وقف إطلاق النار وإمكان عقد تهدئة مع الإسرائيليين. ومن جهة اخرى قالت مصادر في حركة «حماس» ل «الحياة»، إن «المصريين أبلغونا أن الإسرائيليين يريدون وقفاً لإطلاق النار»، محذرين من أنه في حال لم تنصع قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لهذا العرض وتلتزم التهدئة، فإن غزة ستتعرض إلى ضربة قاسية. واستبعدت المصادر عقد تهدئة قريباً، متوقعة أن تتعرض غزة إلى ضربة موجعة، موضحة أن «الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، ألوية الناصر صلاح الدين، قالت لنا: «لا نعطي العدو تهدئة مجانية، ونحن مع الإجماع الوطني، فيما اشترطت حركة الجهاد الإسلامي أن تتعهد إسرائيل أولاً وقف الاغتيالات، وأن تكون مصر ضامنة لها، وذلك في مقابل قبولها بالعرض الإسرائيلي للتهدئة».