القاهرة- ا ف ب - انطلق رسمياً سباق الانتخابات الرئاسية الاولى بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية في شباط(فبراير) 2011، وذلك مع فتح باب الترشيح لهذه الإنتخابات التي ستجرى جولتها الاولى في 23 و24 أيار(مايو) المقبل. وقد اعلن عدد كبير من الشخصيات من كافة الأطياف السياسية، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، عزمهم الترشح لهذه الانتخابات الرئاسية التي يشترط القانون ان يحصل المتقدم اليها على دعم 30 نائباً منتخباً في مجلس الشعب على الاقل أو على تأييد 30 الف ناخب من 15 محافظة مختلفة. وكان الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلن في 14 كانون الثاني(يناير) عدم ترشحه للرئاسة معتبراً أن نظام مبارك الفاسد ما زال قائماً رغم مرور عام على ثورة 25 يناير. وقال البرادعي انذاك في بيان "أكدت ومنذ البداية أن ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا فى اطار نظام ديموقراطى حقيقي". ومن ابرز المرشحين الحاليين للرئاسة الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس للوزراء في عهد مبارك أحمد شفيق ووزير الاعلام الاسبق منصور حسن والقيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين عبد المنعم ابو الفتوح والقيادي الناصري حمدين صباحي والمحامي الإسلامي سليم العوا اضافة الى الحقوقي اليساري الشاب خالد علي. والجمعة اعلن النائب ابو عز الحريري عزمه الترشح رسميا لهذه الانتخابات التي يتردد ايضا ان اللواء عمر سليمان، المدير العام السابق للمخابرات العامة المصرية سيرشح نفسه لها. وكان اعلان منصور حسن (75 سنة) قبل يومين عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة اثار جدلاً واسعاً اذ اعتبر البعض ان "صفقة تمت" بين المجلس العسكري الحاكم وجماعة الاخوان المسلمين تم بموجبها الاتفاق على الدفع به الى الانتخابات. وأعلن حزب الوفد الليبرالي تأييده لمنصور حسن الخميس الا انه تراجع عن هذا القرار الجمعة واكد انه سيتم مناقشة الامر مجددا بعد ان احتجاج شباب الحزب. ونقلت الصحف المصرية السبت عن عمرو موسى قوله "هناك صفقة تمت لا محالة في ما يخص مرشح بعينه" في اشارة الى منصور حسن. ونفى منصور حسن (يشغل الان موقع رئيس المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري قبل ثلاثة اشهر) هذه الاتهامات مؤكدا انه "لم يحصل على دعم" جماعة الاخوان او المجلس العسكري قبل اعلانه الترشح، مؤكدا انه يتمنى ان يحظى بتأييدهما. وصباح السبت كان الفريق أحمد شفيق، أول من تقدم لتقديم طلب ترشحه رسميا كما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة المصري اليوم. وأكد شفيق، عقب قيامه بسحب استمارة الترشيح من مقر اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات في القاهرة، ان المشرفين على حملته الانتخابية بدأوا بالفعل فى جمع التوكيلات من المؤيدين له، دون ان يستبعد في الوقت نفسه حصوله على تأييد 30 عضوا من نواب مجلسي الشعب والشورى. من جانبه قال المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة العليا لانتخابات الرئاسة، إنه تم تسليم نماذج توكيلات المرشحين للرئاسة إلى فروع الشهر العقاري على مستوى الجمهورية، الثلاثاء. فى السياق نفسه، استمر تسجيل المصريين بالخارج فى قاعدة بيانات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، بعد أن أطلقت اللجنة موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت يوم 3 اذار(مارس) الجارى. وأعلنت اللجنة على الموقع أن المصريين بالخارج الذين سجلوا بياناتهم فى الانتخابات البرلمانية لن يحتاجوا إلى التسجيل مجددا إلا فى حالة الانتقال من دولة لأخرى. وسوف يغلق باب الترشيح لانتخابات الرئاسة في الثامن من نيسان(ابريل) المقبل على ان تعلن القائمة النهائية للمرشحين في 26 نيسان(ابريل) بعد اتاحة الفرصة لتقديم طعون على المرشحين. وتاتي هذه الانتخابات خلال المرحلة الانتقالية المضطربة التي اصبح فيها الجيش هدفا للانتقادات والاتهامات بانتهاج نفس السياسات القمعية لنظام مبارك وبالرغبة في الحفاظ على امتيازاته الاقتصادية وخصوصا عدم خضوع ميزانيته لرقابة برلمانية.