أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن وفاة القائد الميداني في منطقة أرحب (30 كم شمال العاصمة صنعاء) محمد الحنق (أبي عمر)، أحد أبرز قياداته، متأثراً بمرض ألمَّ به في مديرية جعار (إمارة وقار) في محافظة أبين (ولاية أبين) جنوب اليمن، بعدما كانت مصادر عسكرية أعلنت الثلثاء الماضي مقتله في مواجهات مع الجيش خلال معارك دوفس والكود على مشارف مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة. ونشر التنظيم على مواقع «جهادية» على شبكة الانترنت نعياً وصف فيه الحنق ب «الشيخ المجاهد»، وقال انه توفي «ليل الأحد الماضي بعد مرض ألمَّ به في إمارة وقار بولاية أبين، وبذلك ودعت الأمة حكيماً من الحكماء وشيخاً من شيوخ الجهاد والنصرة وعلماً من أعلام البذل وفارساً من فرسان الدعوة». وأضاف البيان أن الحنق «مات على فراشه بعد أن تقحم الغمرات ونجا مرات عديدة من موت محقق على يد أعدائه (...) وأعوانهم الذين تربصوا به على مدى السنوات الماضية، فبذل في طريق الجهاد والدعوة ماله ونفسه وقدم فلذات أكباده قرباناً إلى الله، ابنه الأكبر عمر الذي قتل في العراق ونور الدين الذي قتل في ضربة عسكرية بأرحب». وكان الحنق قاد العام الماضي سلسلة هجمات في منطقة أرحب للاستيلاء على معسكرات للجيش وخاض مع اتباعه ورجال القبائل مواجهات دامية مع قوات الحرس الجمهوري التي يرئسها نجل الرئيس اليمني السابق العميد ركن أحمد علي عبد الله صالح في ذروة الأزمة اليمنية الراهنة. واسفرت هذه المعارك عن مقتل عدد من القادة العسكريين وضباط الجيش. واتهمت السلطات اليمنية حينها «ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح بزعامة النائب الشيخ منصور الحنق ومسلحي القاعدة بقيادة أخيه محمد الحنق بتنفيذ الهجمات الإرهابية على معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب والمناطق المجاورة لها بهدف الاستيلاء عليها واقتحام العاصمة لقلب النظام بالقوة، والسيطرة على مطار صنعاء الدولي». ويأتي إعلان «القاعدة» عن وفاة الحنق في وقت صعدت فيه أحزاب «اللقاء المشترك» اتهاماتها للرئيس السابق والموالين له في الجيش «بمنح القاعدة والمسلحين المتشددين في أبين تسهيلات مكَّنتهم من ضرب مواقع الجيش في دوفس والكود الأحد الماضي»، في حين يتهم حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه علي صالح تجمع الإصلاح بدعم مقاتلي «القاعدة» في أبين بالمقاتلين من أنصاره والتورط في شن الهجمات «الإرهابية» على مواقع الجيش في الجنوب بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية. وكان الرئيس اليمني المشير عبد ربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكَّل لجنة عسكرية للتحقيق في الهجمات التي تعرض لها الجيش في أبين برئاسة نائب رئيس الأركان اللواء علي محمد صلاح، ومن المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرها اليوم. إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية في محافظة عمران (80 كلم شمال صنعاء) عن عودة التوتر بين القوات الحكومية والمسلحين «الحوثيين» في منطقة حرف سفيان المحاذية لمحافظة صعدة، بعد مقتل قائد كتيبة من الجيش وستة من مرافقيه بالإضافة الى اثنين من المسلحين عند حاجز «حوثي» أول من أمس. كان العقيد فهد الكليبي قائد الكتيبة الرابعة التابعة للواء 103 متوجهاً إلى العاصمة صنعاء، عندما اعترضت طريقه حاجز ل «الحوثيين»، وطلب منه تسليم سلاحه وأسلحة مرافقيه، ما أدى إلى اشتباك بين الطرفين. وفي حين اتهم «الحوثيون» العقيد الكليبي ومرافقيه بقتل اثنين وجرح أربعة من عناصرهم، أكدت المصادر المحلية ان الوضع في حرف سفيان مرشح للانفجار، موضحة ان «الحوثيين» عززوا مواقعهم في المنطقة، وأن قوات الجيش أقامت حواجز تفتيش عدة على الطريق الذي يربط عمران بصعدة.