تطورت الأحداث بشكل متسارع في كليات التربية للبنات بمنطقة عسير خلال اليومين الماضيين، إذ شهد المجمع الأكاديمي في مدينة أبها أول من أمس تجمع طالبات بسبب عدم استجابة إدارة جامعة الملك خالد لعدد من مطالبهن، وعادت طالبات إلى التجمع أمس، فحدث زحام أدى إلى إصابة عشرات الطالبات، ما استدعى تدخل فرق الإسعاف التي عالجت 31 طالبة في مقر المجمع ونقلت 22 طالبة إلى مستشفيات المنطقة. وفيما اتهمت جامعة الملك خالد طالبات بنشر الفوضى والعبث بالممتلكات العامة واستخدام طفايات الحريق وخراطيم المياه (في الاعتداء) على طالبات أخريات، ما أدى إلى إصابتهن بحالات إغماء، حمّل فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الجامعة مسؤولية ما حدث، مؤكداً أن واجب الجامعة أن تنظر لمطالبات الطالبات بعين الاعتبار. وذكر المتحدث الإعلامي باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد النقير في بيان أمس، أن فرقاً طبية من «صحة عسير» والهلال الأحمر عالجت 31 طالبة في موقع الحدث، ونقلت 22 طالبة تعاني بعضهن الإرهاق أو الإغماء أو الاختناق إلى المستشفيات، 3 منهن إلى مستشفى أحد رفيدة وطالبتان إلى المستشفى العسكري وطالبة إلى مستشفى خميس مشيط و14 إلى مستشفى عسير المركزي وطالبتان إلى مستشفى أبها العام. وأصدر المركز الإعلامي في جامعة الملك خالد بياناً أمس فنّد فيه ما حدث في الكلية، مشيراً إلى أنه في يوم الثلثاء الموافق 13/3/1433ه حدث تجمع لعدد من طالبات كليتي التربية والآداب في أبها داخل فناء المجمع الأكاديمي مصدرات أصواتاً عالية وسلوكيات تخرج عن النظام المتبع داخل المجمع، ثم تطور الأمر إلى التهجم على مشرفات الأمن والإداريات وأعضاء هيئة التدريس، مدعيات أن لهن مطالبات لم تحقق ومتوعدات بمعاودة الكرَّة مرة أخرى. وأضافت الجامعة في بيانها أنها اتخذت احتياطاتها اللازمة لذلك، بإبلاغ الجهات المختصة نظراً لأهمية الموقف وحرصاً على سلامة جميع منسوبات المجمع من طالبات وهيئة إدارية وتعليمية، وفي صباح أمس (الأربعاء) بدأ التجمع والاحتجاج نتيجة لاستدعاء بعض الطالبات من إدارة الكلية لبحث مطالبهن ومناقشتها معهن، ثم تطور ذلك إلى انتشار الفوضى والعبث بالممتلكات العامة واستخدام طفايات الحريق وخراطيم المياه على الطالبات الأخريات، ما أدى إلى حدوث بعض الإغماءات التي تم إسعافها على الفور، واتخذت الجامعة وبمشاركة الجهات المختصة الإجراءات الأمنية كافة التي تحافظ على سلامة الطالبات حتى تم إخلاء المجمع بالكامل. وشددت الجامعة على أنها ستبحث وتتقصى عن الأسباب كافة التي أدت إلى ذلك ومعالجتها وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة، معربة عن ثقتها بجميع الطالبات وأن ما حدث من القلة لا يمثل سلوك طالبات الجامعة على وجه العموم. وكانت الجامعة أصدرت بياناً أول من أمس، أكدت فيه حدوث تجمع لطالبات في كلية الآداب والتربية في أبها، بسبب تذمرهن من بقايا النفايات، مشيرة إلى أن عمال النظافة يجمعون النفايات مساء كل يوم بترتيب وتنسيق مع مسؤولي الأمن والسلامة في الكلية، لكن بذرة المشكلة نشأت من تهجم أحد أولياء أمور الطالبات اللاتي يجرين اختبار القياس على موظفي الأمن والسلامة وعلى عمال النظافة وطردهم تحت التهديد مع أن الكلية وضعت آلية لتنظيف المباني التي لا يوجد فيها أحد، ونتيجة لذلك هرب عمال النظافة، ما أدى إلى تراكم النفايات، وزاد من تفاقم المشكلة أن عدداً من الطالبات تجمهرن إثر ذلك رغم معالجة المشكلة مع شركة النظافة، وقمن بإحداث حال من الفوضى وعلى إثره تم فتح الأبواب للطالبات للانصراف إلى الحافلات، بعد التنسيق بين الكلية والجهات المعنية في الجامعة. ورفض المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير الرائد عبدالله شعثان الحديث عمّا حدث، مطالباً بإرسال خطاب للرد عليه. ووجّه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة عليا للتحقيق فيما حدث داخل فناء المجمع الأكاديمي لكليتي التربية والآداب في أبها أمس، وإفادته عاجلاً، وجرى تشكيل هذه اللجنة المكونة من عدد من الجهات ذات العلاقة. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير عوض الأسمري ل«الحياة»، أن 26 سيارة ل«الهيئة» تحمل 50 موظفاً حضرت إلى موقع المجمع الأكاديمي في مدينة أبها أمس بناء على طلب من جامعة الملك خالد التي أكدت حدوث انفلات سلوكي من طالبات يصعب السيطرة عليه. br / وأضاف أن حضور موظفي «الهيئة» أحدث شيئاً من الهدوء، وجرى احتواء المشكلة عبر مكبرات الصوت من دون تدخل مباشر، وتصرفت الطالبات بشكل جيد جداً، مشيراً إلى أنه جرى منع موظفي الجامعة ورجال الأمن الخاص في الجامعة من البقاء في المكان، ودخل مع كل مسعف موظف من هيئة الأمر بالمعروف لإسعاف الطالبات المصابات، كما تم نقل الطالبات إلى بيوتهن عن طريق وسائل النقل العام. وحمّل الأسمري مسؤولي الجامعة مسؤولية ما حدث. وقال: «الطالبات يطالبن منذ 3 أيام بحقوق وقضايا مهمة كان من الواجب أن تنظر إليها الجامعة بعين الاعتبار، والطالبات صبرن فترة طويلة، ما تسبب في حدوث الشغب، ولولا التزام الطالبات بالحشمة والوقار واحترامهن للقيم الاجتماعية لوصل الأمر إلى أخطر من ذلك». طالبات يقدمن تفسيرات متباينة لما حدث