فشل المرشح الجمهوري الى الرئاسة الاميركية ميت رومني، على رغم تفوقه في عدد المندوبين، في تسديد ضربة قاضية الى منافسيه في يوم «الثلثاء الكبير» الخاص بالانتخابات التمهيدية للحزب. وأعاد أداؤه الضعيف، في ولايات الجنوب والوسط، فتح باب المعركة على مصراعيه، وإطالة السباق التي تفيد الديموقراطيين والرئيس باراك أوباما. وزاد عدم حسم رومني في الولايات العشر التي واكبت منافسات «الثلثاء الكبير»، تشرذم الجمهوريين بدلاً من توحدهم لمؤازرته باعتباره يتصدر لائحة المرشحين على صعيد عدد المندوبين المؤيدين له، ويحظى بدعم المؤسسة الحزبية. وتقدم رومني في ولايات اوهايو وماساشوستس وفيرمونت وأيداهو وفيرجينيا والاسكا المعروفة باحتضانها «جمهوريي روكفلر» المعتدلين على الشاطئ الشرقي، بينما ظهر الانقسام العميق لجمهوريي القاعدة اليمينية خصوصاً الصوت الإنجيلي في الولايات الجنوبية، إذ كسب ريك سانتوروم المنافس الأكبر لرومني 3 ولايات هي تينيسي وأوكلاهوما ونورث ديكوتا، وانتصر نيوت غينغريتش بمعقله في ولاية جورجيا. وفيما شهدت ولاية أوهايو الاستراتيجية التي أهدت الفوز لجورج بوش العام 2004، تقدم رومني بفارق نقطة واحدة فقط على سانتوروم، طرحِت علامات استفهام كبيرة حول قدرته الانتخابية في ظل عجزه عن نيل تأييد سكان المناطق الريفية في الولاية واصوات الانجيليين على رغم انفاق حملته 12 مليون دولار فيها. في المقابل، منحت نتائج «الثلثاء الكبير» زخماً لحملة سانتوروم الذي نجح على رغم قدراته اللوجيستية المحدودة، في حصد الولايات الجنوبية وأصوات «جمهوريي ريغان» الذين يمثلون جزءاً حيوياً من القاعدة الحزبية. وتخشى شخصيات جمهورية بارزة من أن اطالة سباق الانتخابات التمهيدية حتى مطلع الصيف ستُلحق مزيداً من الأذى برومني وتضعف حظوظه في مواجهة اوباما الخريف المقبل، خصوصاً بعدما تراجعت أرقامه بين المستقلين في الشهور الأخيرة بسبب جنوحه الى اليمين من اجل استمالة القاعدة الحزبية، وكذلك بين النساء بسبب الجدال الجمهوري حول قضايا أدوات منع الحمل، فيما منح تدني نسبة البطالة ونمو الاقتصاد، ولو في شكل بطيء، أوباما قفزة صغيرة في استطلاعات الرأي. وفي تعليق طريف على النتائج، سأل المخرج السينمائي الليبرالي مايكل مور «كيف سيستطيع رومني التغلب على أوباما في وقت يعجز عن هزيمة مرشح مثل سانتوروم نسي أن يخوض المعركة في ولاية فيرجينيا؟»، والتي خاضها رومني والمرشح رون بول فقط بعدما ارتكب سانتوروم وغينغريتش خطأ عدم تقديم المستندات المطلوبة لإدراجهما على لائحة المنافسة.