القاهرة - رويترز - قال القيادي في «المجلس الوطني السوري» وليد البني إن المجلس «يجب أن يعيد بناء الثقة في الداخل» بزيادة الاعتماد على السوريين الذين كانوا يعيشون هناك حتى فترة قريبة وأن يطلب التدخل الخارجي لإنهاء إراقة الدماء في البلاد. وأضاف البني، الذي فر من سورية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بعد سنوات قضى أغلبها في السجون «انه وغيره ممن يؤيدون دعوة المجلس إلى إبداء تأييد واضح للمقاتلين في سورية لا يسعون إلى شق صفوفه وإنما يريدون إحداث تغيير من الداخل». والمجلس الوطني، المكون من 270 عضواً، غارق في جدال داخلي محتدم في شأن الأساليب التي يجب اتباعها مع استمرار الانتفاضة ضد النظام منذ عام. ويضم المجلس شخصيات متنوعة بعضها فر من سورية بعد بدء الاحتجاجات وبعضها يقيم في الخارج منذ سنوات. وتمنع بواعث القلق حول مدى انسجامه، ونفوذه في الداخل، من الاعتراف به رسمياً. وقال البني (48 سنة) متحدثاً من مكتبه في القاهرة حيث يقيم حالياً لرويترز إن «المجلس الوطني السوري» ينبغي أن يقوم بالمزيد لدعم المحتجين بما في ذلك الدعوة إلى تدخل دولي وتسليح المعارضين والحصول على مساعدات أخرى للسوريين. وأضاف البني المسؤول عن الشؤون الخارجية في المجلس «في البداية وثقوا فينا ثقة تامة لكننا بدأنا نفقد بعض هذه الثقة. لم نفعل ما يكفي». وقال البني وهو طبيب منعته الحكومة من التدريس أو ممارسة الطب بعدما سجن للمرة الأولى لأنشطته المعارضة: «الناس في الشارع يريدون من يقف بجانبهم، من يفهمهم، من يعرف ما يريدونه حقاً لا من يعيش في أوروبا ولا يعرف أي شيء عما يعانونه». وقال البني إن المجلس عليه أن يفعل المزيد لضمان «أن يرضى عنا من يضحون بدمائهم ومستقبلهم. هذا ما أود أن أراه وليس تغييراً في القيادة بل تغيير في الطريقة التي نعمل بها». وأضاف إنه ينبغي للمجلس الوطني السوري الاعتماد على أشخاص مثله ومثل غيره ممن كانوا يعيشون في سورية حتى الشهور الأخيرة مثل كمال اللبواني وهيثم المالح. وشكل البني واللبواني والمالح في شباط (فبراير) مجموعة داخل المجلس الوطني باسم الجبهة الوطنية السورية. وتريد الجبهة الجديدة أن يدعم المجلس بمزيد من الصراحة تسليح الجيش السوري الحر. وقال البني: «الآخرون يدعمون الجيش لكننا نريد (أن يحدث ذلك) على الأرض وليس بالكلام فحسب»، غير أنه قال إن المجموعة الجديدة ما هي إلا واحدة من أربع أو خمس كتل تعمل داخل المجلس الوطني وأنها لا تسعى للانشقاق عليه. وسافر البني مع اثنين من الأعضاء الكبار في المجلس الوطني إلى الدوحة الشهر الماضي حيث قال إن قطر والسعودية تعهدتا بتقديم الدعم المالي للمجلس. وقال إنه ليس من الواضح حجم ما ستقدمانه وإن الأموال لم تصل بعد. وسئل إن كان يعتقد أن الدعوات لتسليح المعارضة ستتحقق فقال: «نأمل أن يصبح دعمهم للجيش السوري الحر حقيقة لأننا لن نستطيع مواجهة جيش الأسد بغير ذلك». وقال البني إنه يتوقع أيضاً تحولاً في الموقف الروسي خلال الاجتماع المقرر بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء دول الخليج العربية يوم السبت قبل اجتماع الجامعة العربية في اليوم نفسه والذي سيحضره لافروف أيضاً. وقال البني: «إذا لم ير بشار الأسد أن نهايته ستكون هي نفس نهاية القذافي فلن يتنحى»، مشيراً إلى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي أطيح به من السلطة وقتل. وأضاف: «وضع الخيار العسكري على الطاولة يكفي لجعله يترك السوريين سلمياً ويرحل. المجتمع الدولي لن يكون له... خيار. فلا بد في النهاية من تدخل ما».