قال رئيس ومؤسس جبهة العمل الوطني السورية هيثم المالح في حوار ل «عكاظ» إن الهدف الأساسي للجبهة التي تم تشكيلها هو العمل على تسليح الجيش السوري الحر، بكل أدوات الصراع في مواجهة كتائب الأسد، مؤكدا أنه في حال توفر الدعم المادي للجيش الحر، فلن يصمد نظام الأسد، وسيسقط في أيام. وأوضح أن هناك تنسيقا يجري مع الجيش السوري الحر لمتابعة عملية التسليح، خصوصا مع العقيد رياض الأسعد، لافتا إلى أن هذه العملية تحتاج إلى دعم عربي وإقليمي في الوقت نفسه. وثمن مواقف المملكة الداعمة والمساندة للشعب السوري، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته حيال المجازر البشعة بحق المدنيين.. فإلى تفاصيل الحوار: • شكلتم جبهة العمل الوطني لدعم تسليح الجيش الحر.. فما هي رؤيتكم المستقلة عن المجلس الوطني؟ • منذ الاجتماع الأخير للمجلس الوطني في قطر منتصف الشهر الماضي، قررنا دعم الجيش السوري الحر ماديا وجرى تأسيس حسابات مصرفية للتمويل في مصر وقطر وتركيا، ولكن لم يجر التنفيذ المباشر والعملي لتسليح الجيش، ومن هذا المنطلق جاء تأسيس جبهة العمل الوطني، ولو توفر تسليح الجيش السوري الحر بشكل جيد ومنظم سينهار نظام الأسد في أيام أمام حماسة الجيش الحر؟ • ماذا عن ردة فعل الجيش الحر على تشكيل جبهتكم.. هل تتواصلون معهم؟ • نعم، لقد تم الاتصال بضباط الجيش السوري الحر، وهم متحمسون لتشكيل هذه الجبهة الداعية إلى التسليح المباشر، ومعنوياتهم عالية لمواجهة جيش الأسد، خصوصا في ظل الانشقاقات المتتالية بين صفوف الجيش، ولو تم الاتفاق على منطقة عازلة ستصل الانشقاقات إلى أعداد كبيرة. • نود بعض التوضيح حول كيفية تسليح الجيش الحر؟ • تسليح الجيش الحر، هو عملية مفتوحة من خلال الدعم العربي الكامل والاعتراف بهذا الجيش، فهو الجيش القادر على حماية المدنيين من قمع نظام الأسد، ولن يكون هذا الجيش تابعا لأي فصيل سياسي، فهو جيش عسكري مستقل، على عكس ما دأب عليه حافظ الأسد من تأسيس جيش موال لحماية النظام فقط. فمهمة هذا الجيش تنحصر وتتمثل في إسقاط النظام وحماية المدنيين من قطعان الأمن والشبيحة وكتائب الأسد. • لكن يقال إنه ما من رأس مدبر للجيش السوري الحر، حتى يجري التنسيق معه؟ • و هذه المسألة جرى تجاوزها، إذ شكلنا فريقا عسكريا للتنسيق مع كافة القطاعات العسكرية المنشقة، وتوحيدها في إطار واحد لكي تكون تحت قيادة واحدة، والعقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر سيكون له دور رئيس في هذه العملية. • وماذا عن الدور الإقليمي والعربي؟ • سأتحدث بكل وضوح في هذه المسألة، أحد أهم نجاحات تسليح الجيش السوري الحر لإسقاط نظام الأسد يرتكز على الدعم العربي، حيث اقتنعت الدول العربية أن نظام الأسد لن يقبل أي مبادرة لوقف العنف ضد المدنيين، وبالتالي فإن توجهنا إلى التسليح، ضرورة فرضها النظام علينا لحماية المدنيين، وهي مطلب شعبي، حينما خرجت المظاهرات الجمعة الماضية تحت عنوان «تسليح الجيش السوري الحر»، وهذه الفكرة طرحها أيضا الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر أصدقاء سورية في تونس، حين قال: « إن فكرة تسليح المعارضة فكرة ممتازة». • هل توصلتم إلى أن سقوط النظام يتطلب المواجهة المسلحة؟ • هذه الفكرة ليست الوحيدة لإسقاط النظام، فهناك ثلاثة مسارات للتخلص من نظام الأسد وعصابته من مخابرات وشبيحة، فضلا عن كتائبه المجرمة، حيث لا بد من استمرار المظاهرات ضد هذا النظام، وتواصل النزيف الاقتصادي الذي يعاني منه النظام، مع تسليح الجيش الحر، هذا المثلث بكل تأكيد سيقضي على النظام بأقل وقت ممكن وربما لا يتجاوز أكثر من شهر. • هل لتركيا دور في عملية التسليح على اعتبارها جارا حيويا لسورية؟ • لا يمكن تجاهل الدور التركي، في أي عملية سياسية في الداخل السوري، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالتسليح، فتركيا جار تمتد حدوده على طول 800 كلم تقريبا، ولهذه الحدود أهمية على المستوى العسكري والاقتصادي أيضا . • كيف قرأتم تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حول الأزمة السورية؟ • حقيقة تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كانت الأكثر صدقا ووضوحا في التعامل مع الأزمة السورية، ونحن نقبل في جبهة العمل الوطني أن تكون المملكة حكما في الأزمة السورية. والشعب السوري عبر في أكثر من مرة عن امتنانه لتصريحات الفيصل في مؤتمر تونس، ونحن نقدر هذه المواقف النبيلة من المملكة، وهذا بدا واضحا في اللافتات المرفوعة في المظاهرات في أكثر من مدينة. ودعني أقول إن الموقف السعودي حيال الشعب السوري من أفضل وأنجع المواقف السياسية العربية. • يقال إن تشكيل جبهة العمل الوطني انشقاق في المجلس الوطني؟ • دعني أوضح هذا الأمر، حيث طرح أكثر من مرة في وسائل الإعلام، فالمجلس الوطني السوري قرر في مؤتمر الدوحة منتصف الشهر الماضي دعم وتسليح الجيش السوري، لمواجهة جيش الأسد وذلك في الإطار السلمي وحماية المتظاهرين فقط. لكن للأسف لم تجر أية إجراءات عملية ومن هذا المنطلق لم يعد بوسعنا الانتظار أكثر، علما أن هناك لجنة عسكرية عليا تتألف من ضباط متقاعدين وآخرين عاملين في الجيش السوري الحر للإشراف على هذا الأمر.