أيام قليلة مضت عقب إعلان الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل استقالته من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، كانت كفيلة بأن يضج الوسط الرياضي بأسماء عدة تبحث عن الترشح، وبلوغ سدة الرئاسة لاعتلاء الكرسي الساخن عن طريق الجمعية العمومية المقبلة. حضرت الأسماء، على رغم غياب آلية الترشح أو حتى موعد الانتخابات المقبلة، التي يفترض أن تبنى على أساسها خريطة الترشيح، فانشغل الوسط الرياضي في الأيام الماضية بتداول أسماء رياضيين عملوا في الاندية، ليسحب ذلك البساط من القضية الأهم، خسارة المنتخب الاربعاء الماضي من أستراليا برباعية حزينة وخروجه من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل. ويبدو أن الرياضيين الذين بدأوا يتهافتون لدخول سباق رئاسة الاتحاد السعودي وجدوا أنفسهم أمام غنيمة كبيرة، وثروة حقيقية قد لا تتوافر مستقبلاً، خصوصاً بعد أن اكتوت بلهيب الابتعاد عن الأضواء أعواماً عدة، بعدما كانت في دائرة المتابعة يومياً، قبل أن تجد في السباق فرصة ذهبية للعودة إلى ساحة النجومية من جديد، إذ سارعت لترشيح نفسها عبر القنوات الفضائية من دون أن تقدم أية ملامح لبرامجها الانتخابية أو خططها التطويرية التي تهدف إلى إعادة أمجاد الكرة السعودية، والغريب أن صراع التنافس اكتسى بلغة الميول فسيطرت عليه ألوان الأندية، فالهلاليون، الأمير عبدالله بن مساعد والأمير نواف بن محمد والأمير محمد بن فيصل، وربما سامي الجابر ابدوا رغبتهم في الترشح، والنصراوي الأمير ممدوح بن عبدالرحمن رشح نفسه هو الآخر. ولم تأخذ لغة التنافس القوية في المنطقة الوسطى الوتيرة ذاتها في الغربية بين الجارين الأهلي والاتحاد، إذ سارع رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد إلى نفي أية نية له في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة، معللاً ذلك برغبته في خدمة الأهلي فقط كما قال، مع أن البوادر الأولية أشارت إلى أن الدكتور عبدالرزاق أبوداود وأحمد عيد ربما يجهزان ملفيهما الانتخابيين لتقديمهما، إلا أن الاتحاديين التزموا الصمت، من دون أن يكون رد فعل مباشرة، وربما أن الشخصيات الاتحادية قررت العمل على تجهيز نفسها في سرية تامة، استعداداً للتحرك في فترة الانتخابات التي تحدد لاحقاً كنوع من المباغتة الانتخابية في الجمعية العمومية، فيما قد يدفع الاتفاقيون بملف الخبير الرياضي خليل الزياني الذي حقق نجاحات كبيرة مع المنتخب السعودي، وسبق أن خطف اللقب القاري الأهم، خصوصاً أنه أحد أبرز الشخصيات الرياضية التوافقية التي تحظى باحترام وتقدير المسؤولين والجماهير الرياضية في الأندية كافة.