تل أبيب، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - عشية استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض اليوم، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن الدولة العبرية ستتخذ قراراتها في شأن الملف النووي الإيراني، «بهدوء» ولكن «بحسب تقويمها الخاص للوضع». وقال: «بالطبع الولاياتالمتحدة هي أضخم قوة عالمية وأضخم وأهم دولة صديقة لإسرائيل، لكننا دولة مستقلة. في نهاية المطاف، ستتخذ دولة إسرائيل القرارات الأنسب، بحسب تقويمها الخاص للوضع». وأضاف: «الملف الإيراني معروف والاتجاه الذي تتخذه إيران واضح، وعلينا اتخاذ القرار بهدوء وبالتفكير، بعد درس الإيجابيات والسلبيات». وتطرق إلى تكهنات باحتمال شن إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً أن «كل هذه الثرثرات لن تفيد أحداً»، لكنه تساءل: «إذا كان المجتمع الدولي ليس قادراً على وقف المجازر في سورية، فما قيمة وعوده بضمان أمن إسرائيل؟». لكن عوزي أراد الذي كان مستشار الأمن القومي لدى نتانياهو، قبل استقالته عام 2011، انتقد إبعاد شخصيات رئيسة في البلاد، عن السجال حول إيران. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يهيمن على السجال في شأن الخيارات المحتملة ضد طهران، ما يعني أن الدولة العبرية لا تدرس كل البدائل الممكنة، مركّزة على هجوم عسكري. وشدد على وجوب أن يكون مجلس الأمن القومي الذي يضم عسكريين ومدنيين، الهيئة الرئيسة التي تناقش الملف النووي الإيراني. وكان نتانياهو رفض في أوتاوا الجمعة الماضي، استئناف المفاوضات مع إيران، وحضها على تفكيك إيران منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم ووقف تخصيب اليورانيوم وتدمير كل اليورانيوم المخصب بنسبة أكثر من 3.5 في المئة. أما أوباما فأكد انه يشاطر نتانياهو «رؤية مشتركة في شأن الاتجاه الذي نريد سلوكه» حول إيران. وقال لمجلة «ذي أتلانتيك»: «يمكننا أن نكون صريحين جداً مع بعضنا، وحادين جداً. عموماً حين تكون بيننا خلافات، تكون تكتيكية وليس استراتيجية». وأضاف: «يمكن، وهذا ينطبق على علاقاتي مع أي زعيم أجنبي، ألا يكون هناك توافق كامل حول كيفية تحقيق هذه الأهداف». وشدد على أن نيات واشنطن في شأن طهران «تشمل جزءاً عسكرياً»، لكنه حذر من أن أي عمل عسكري سيحوّلها «ضحية». وأعرب ناطق باسم السفارة الأميركية في تل أبيب، عن ثقته بأن أوباما ونتانياهو «سيؤكدان خلال لقائهما مجدداً على العلاقات العميقة بين البلدين». «إيباك» وألقى أوباما خطاباً أمس أمام المؤتمر السنوي ل «لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية» (إيباك)، أبرز لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولاياتالمتحدة. ويلقي نتانياهو اليوم خطاباً أمام «إيباك» التي أفادت في بيان بأن «مؤتمرها هذه السنة ينعقد في وقت يشهد فيه التهديد العالمي الذي تشكله إيران، تصاعداً كبيراً»، لافتة إلى أن أوباما ونتانياهو سيتطرقان إلى التهديد الإيراني في خطابيهما. وأضافت: «إيران تقترب من امتلاك أسلحة نووية، ما يعرّض الأمن القومي الأميركي لخطر ويهدد أصدقاءنا في الخليج ومصالحنا في الشرق الأوسط». كما حذرت من تزايد «النشاطات الإرهابية الإيرانية»، معتبرة أن «قادة إيران يدعون إلى شطب إسرائيل عن الخريطة، فيما يسعون إلى امتلاك سلاح نووي، ما قد يشكل تهديداً لا يُحتمل للدولة العبرية». واعتبر آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض أميركي سابق في عملية السلام في الشرق الأوسط، أن «مؤتمر إيباك يشكل وسيلة لترتيب ما اعتقد بأنه قد يكون أحد أفضل اللقاءات بين (أوباما ونتانياهو)، وذلك إلى حد كبير لأن أحداً منهما لا يريد خلافاً». وقال: «نتانياهو سيحبذ الحصول على ضوء أخضر من أوباما، في شأن مسألة شن هجوم على إيران، إذا شعر بحاجة إلى ذلك. وفي المقابل، يريد أوباما ضوءاً أحمر من نتانياهو، بأنه لن يشن هجوماً». وأضاف: «لن يحصل أي منهما على ما يطلبه من الآخر، لكنهما سيسعيان إلى تسوية القضية، لأن عليهما القيام بذلك».