طهران، بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعادت الإدارة الأميركية خلط أوراق الملف النووي الإيراني، إذ أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا يرجّح أن تشنّ إسرائيل هجوماً على إيران في الربيع المقبل. ورفض بانيتا تأكيد ما أوردته الصحيفة، أو نفيه، لافتاً الى أن بلاده أبدت «قلقها» من درس إسرائيل الخيار العسكري، لكنه اعتبر أن منع طهران من امتلاك سلاح نووي، يكمن في وحدة المجتمع الدولي، مشدداً في الوقت ذاته على أن واشنطن مستعدة لكل الاحتمالات. في غضون ذلك، أقرّ مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، بأن بلاده ساعدت «حزب الله» وحركة «حماس» خلال حربي 2006 و2008 ضد إسرائيل، متعهداً «مساندة أي دولة أو مجموعة تريد محاربة النظام الصهيوني». وهدد خامنئي، في خطبة صلاة الجمعة في الذكرى الثالثة والثلاثين لثورة 1979 والتي استمرت زهاء ساعتين وتلا نصفها بالعربية، بأن إيران «ستُنفذ تهديداتها الخاصة، في مواجهة تهديدات الحرب والحظر النفطي»، معتبراً أن أي حرب على بلاده «ستضرّ بأميركا، عشرة أضعاف أكثر من تهديداتها». وحضّ مصر على أن «تسحق بأقدامها معاهدة كامب ديفيد الخيانية، وتحرقها»، مشيراً الى أن الوضع في البحرين كان «تغيّر»، لو تدخلت بلاده، كما نفى أن تكون الثورة في إيران «شيعية صرف أو قومية وإيرانية»، مشدداً على أن طهران «لا تستهدف نشر التوجّه الإيراني أو الشيعي بين المسلمين». في موازاة ذلك، نشرت «واشنطن بوست» مقالاً للكاتب المقرّب من الإدارة الأميركية ديفيد إغناشيوس، ورد فيه: «يعتقد بانيتا بأن ثمة احتمالات قوية لأن تضرب اسرائيل ايران في نيسان (إبريل) أو أيار (مايو) أو حزيران (يونيو)، قبل ان تدخل ايران في ما وصفه الاسرائيليون بمنطقة حصانة للبدء بصنع قنبلة نووية». وأضاف: «يخشى الإسرائيليون أن يخزّن الإيرانيون قريباً جداً، كمية كافية من اليورانيوم المخصب في منشآت محصنة، لصنع سلاح، وإذذاك وحدها الولاياتالمتحدة سيمكنها منعهم عسكرياً». وأشار إغناشيوس إلى أن هجوماً مشابهاً سيكون «محدوداً» وسيطاول «منشأة ناتانز وأهدافاً أخرى، أما منشأة قم (للتخصيب) فيصعب استهدافها جوياً». وذكر أن مسؤولاً إسرائيلياً نصح الأميركيين ب»البقاء جانباً»، قائلاً: «دعونا نتولى الأمر» من خلال شنّ «حرب قصيرة تستغرق 5 أو 6 أيام من الضربات الإسرائيلية»، يليها وقف للنار بوساطة الأممالمتحدة. لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «لم يحسم أمره» في هذا الشأن، ويشيرون إلى شكوك بين قادة الإستخبارات الإسرائيلية، نظراً الى تعقيدات المسار الجوي إلى إيران، وكون الضربات تؤخّر برنامجها النووي، ولا تدمره تماماً. ورجّح إغناشيوس في مقاله الذي كتبه في بروكسيل، حيث شارك بانيتا في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، أن يكون تأجيل مناورات عسكرية أميركية - إسرائيلية مقررة الربيع المقبل. وأفاد المقال بأن ادارة أوباما تجري محادثات مكثفة حول ما قد يعنيه الهجوم الإسرائيلي بالنسبة إلى مصالح واشنطن، وهل تردّ إيران بضرب السفن الأميركية في المنطقة، أو إغلاق مضيق هرمز، ما يضرّ الاقتصاد العالمي، في خضم انتخابات الرئاسة الأميركية. وسُئل بانيتا عن المقال، فرفض تأكيده أو نفيه، قائلاً: «يمكن لديفيد إغناشيوس أن يكتب ما يشاء، لكن ما أفكر به هو ملكي وحدي، وليس ملكاً لشخص آخر». وأضاف: «أشارت إسرائيل إلى أنها تدرس (شنّ هجوم على إيران)، ونحن أبدينا قلقنا». وشدد بانيتا على أولوية «إبقاء المجتمع الدولي موحداً» في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وقال في قاعدة جوية أميركية في ألمانيا: «نبقي هذا الضغط لإقناع إيران بوجوب ألا تطوّر سلاحاً ذرياً، وأن تنضمّ إلى الأسرة الدولية وتلتزم واجباتها». إذا لم تفعل، لدينا كلّ الخيارات على الطاولة، وسنكون مستعدين للردّ، إذا وجب علينا ذلك». وأفادت شبكة «سي إن إن» بأنها تأكدت من صحة مقال إغناشيوس من مسؤول بارز في إدارة أوباما، لكن خبراء واستخبارات تحدثوا الى الشبكة، بينهم فرانسيس تاونسند، المستشارة السابقة للأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش، اتفقوا على أن تسريب المقال يستهدف قطع الطريق أمام تل أبيب لشنّ هجوم على إيران، والضغط لتسريع المسار الديبلوماسي.