تل أبيب، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – قبل أيام من استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ومع وصول وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى واشنطن، اشتعلت «حرب أعصاب وتسريبات» بين الجانبين، في شأن الأسلوب الأنجع للتصدي للبرنامج النووي الايراني. تزامن ذلك مع إعداد أعضاء في الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، مشروع قرار يحضّ طهران على التزام معايير النزاهة والشفافية في الانتخابات النيابية الإيرانية المقررة غداً، والتي اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أن تصويت الشعب سيحوّلها «صفعة للاستكبار». وهيمن الملف الايراني على محادثات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره الاسرائيلي. وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل أن الاجتماع الذي تخطى الساعتين تناول «العلاقة الدفاعية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل، وجملة من القضايا الاقليمية، بينها سورية وايران والتغييرات الحاصلة في الشرق الأوسط». وقال أن هذا هو الاجتماع، الرابع بين بانيتا وباراك منذ الصيف الماضي، يأتي «كفرصة للتنسيق عن كثب مع الاسرائيليين حول القضايا الأمنية». وسيلتقي باراك قيادات في الاستخبارات الأميركية الى جانب مستشار الأمن القومي توم دونيلون العائد لتوه من اسرائيل. كما سيعقد اجتماعا اليوم مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن. وتهدف الاجتماعات أيضا للتحضير لزيارة رئيس نتانياهو لواشنطن ولقائه الرئيس أوباما الاثنين، والتي يتوقع ان يكون الملف الايراني ابرز موضوعاتها. وسيخاطب أوباما مؤتمر لجنة العلاقات الاسرائيلية - الأميركية (أيباك) الأحد. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي إن الدولة العبرية تريد أن يشدد أوباما لهجته إزاء إيران «أكثر من تأكيده المبهم أن كلّ الخيارات على الطاولة». وأضاف المسؤؤول أن نتانياهو يريد من أوباما أن «يعلن من دون لبس، أن الولاياتالمتحدة تستعد لعملية عسكرية، اذا تجاوزت إيران بعض الخطوط الحمر»، إذ يعتبر أن ذلك سيزيد الضغط على طهران ويشعرها بتهديد أميركي جدي. ونسبت «هآرتس» الى مسؤول أميركي بارز ان ثمة «استعدادات مكثّفة لضمان نجاح لقاء أوباما - نتانياهو، ومحاولة ردم هوة عدم الثقة» بين الجانبين، مشيراً الى أن البيت الأبيض اقترح إصدار بيان مشترك في نهاية الاجتماع، لتقديم «موقف إسرائيلي - أميركي موحّد يُستخدم لتشديد الضغط على إيران». لكن صحيفة «لوس أنجلس تايمز» نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن أوباما «سيقاوم ضغوطاً لاتخاذ سياسة أكثر تشدداً إزاء ايران، من اسرائيل ونواب اميركيين يرون وجوب عدم السماح لطهران بامتلاك القدرة على تطوير سلاح نووي». وأشارت الصحيفة إلى «حرب أعصاب» تشنها الولاياتالمتحدة واسرائيل على ايران، وبين الدولتين الحليفتين «إلى حدّ ما»، لافتة الى ضغوط على أوباما مصدرها الدولة العبرية ومرشحون جمهوريون للرئاسة الأميركية وأعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ و»صقور» في الحزب الديموقراطي، وذلك لتبني وجهة النظر الإسرائيلية القائلة بضرب ايران، لمجرّد امتلاكها قدرة صنع سلاح ذري. لكن مسؤولين في البيت الأبيض اكدوا للصحيفة ان أوباما لن يحدث تحوّلاً في سياسته إزاء ايران، اذ ما زال مقتنعاً بإمكان نجاح نهج الديبلوماسية والعقوبات. وأبلغ رئيس اركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الكونغرس أنه لم ينصح إسرائيل بالامتناع عن ضرب المنشآت النووية الايرانية، لكنه دافع عن اعتباره طهران «لاعباً عقلانياً». وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولين أميركيين يرجّحون أن تطلق ايران صواريخ على إسرائيل وتنفذ عمليات إرهابية تطاول مدنيين وعسكريين أميركيين خارج الولاياتالمتحدة، اذا تعرّضت منشآتها النووية لهجوم من تل أبيب. ويرى أولئك المسؤولون ان طهران ستحرص، في ردها على واشنطن، على تجنّب منح الأخيرة عذراً لتنفيذ عمل عسكري قد يقوّض في شكل دائم البرنامج النووي الايراني. الى ذلك، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن رسالة إلكترونية لوكالة «ستراتفور» الأميركية الخاصة للاستخبارات والتحليل الاستراتيجي، نشرها موقع «ويكيليكس»، تفيد بأن الدولة العبرية وروسيا أبرمتا صفقة قبل سنوات، تسلّمت بموجبها موسكو شيفرة طائرات من دون طيار بيعت لجورجيا، وتلقّت تل أبيب في المقابل شيفرة أنظمة دفاع جوي ايرانية من طراز «تور أم 1»، باعتها موسكولطهران.