واشنطن، اوتاوا - رويترز، اب - أكد الرئيس باراك اوباما ان طهران وتل أبيب تدركان ان ثمة «عنصراً عسكرياً» بين خيارات تُدرس للتعامل مع البرنامج النووي الايراني، بما في ذلك العقوبات والديبلوماسية. وفي موقف لافت طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفي ما يشبه الانذار «ان على إيران تفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم تحت الأرض». وبدا كلام أوباما موجهاً الى اسرائيل التي يستقبل رئيس وزرائها في البيت الأبيض بعد غد الاثنين، كما يلقي الرئيس الأميركي غداً خطاباً أمام مؤتمر «لجنة الشؤون العامة الأميركية - الاسرائيلية» (إيباك)، أبرز لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولاياتالمتحدة. وقال أوباما لمجلة «ذي أتلانتيك»: «أعتقد أن الحكومة الاسرائيلية تدرك أنني لا أناور، بوصفي رئيساً للولايات المتحدة. كما أنني لا أكشف نياتنا، لكن (إسرائيل وإيران) تدركان انه حين تُعلن الولاياتالمتحدة ان من غير المقبول امتلاك ايران سلاحاً نووياً، نعني ما نقول». واستدرك متسائلاً: «فيما لا تحظى إيران بتعاطف كبير الآن، وحليفتها الوحيدة (سورية) في حال غليان، هل نريد تحركاً يتيح لإيران وصف نفسها بأنها ضحية؟» (...) «إننا نتحدث عن المنطقة الأكثر هشاشة في العالم، وثمة دول فيها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح ذري، كما لن تمتلكه هي أيضاً. إيران ترعى تنظيمات إرهابية، لذلك يصبح تهديد انتشار السلاح النووي أكثر خطراً بكثير». في أوتاوا، أكد نتانياهو أن «إسرائيل، مثل أي دولة ذات سيادة، تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها إزاء دولة تدعو وتعمل لتدميرها». وقال نتنياهو انه لا ينوي مطالبة أوباما بوضع خطوط حمر في شأن طهران، لكنه أعلن تمسكه بالاحتفاظ بحرية إسرائيل في المناورة، في شأن التهديد الإيراني. وأضاف أن على إيران تفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، معتبراً أنها قد تستغل مفاوضاتها مع الغرب، للخداع والمماطلة. ورفض نتانياهو فكرة استئناف المفاوضات الدولية مع ايران بهدف منعها من صنع أسلحة نووية. وفي مؤتمر صحافي في اوتاو عقب محادثات مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر قال نتانياهو «يمكنها مجددا أن تفعل ما قامت به من قبل... يمكن أن تواصل أو تستغل المحادثات مثلما فعلت في الماضي للخداع والمماطلة حتى يمكنها مواصلة تطوير برنامجها التووي والوصول إلى خط النهاية النووي بسرعة». وقبل 48 ساعة من اجتماع أوباما ونتانياهو يسعى مساعدوهما الى رأب خلافات كبيرة في شأن قلق واشنطن من هجوم قد تشنه إسرائيل على المواقع النووية الإيرانية. وزاد من تعقيد المحادثات المقررة في البيت الابيض الاثنين ضعف الثقة بين الرجلين الذي تفاقم مع تصاعد ضغوط الحملة الانتخابية الرئاسية الأميريكية. ويحرص خصوم أوباما في الحزب الجمهوري على تصويره على أنه صارم للغاية مع إسرائيل ومتساهل كثيراً مع إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتانياهو يأتي إلى واشنطن للضغط على أوباما حتى يُعلن بقوة أكبر عن «خطوط حمراء» يجب ألا تتخطاها إيران في برنامجها النووي على رغم تنامي التكهنات بأن تتحرك إسرائيل عسكرياً ضدها بشكل منفرد في الشهور المقبلة. وسعيا لنزع فتيل التوتر قبل الاجتماع وإقناع إسرائيل بتأجيل أي هجوم على المنشآت النووية الايرانية قال أوباما إنه سيعطي نتنياهو ضمانات بأن الولاياتالمتحدة تدعم إسرائيل وبأنه «لا يخادع فيما يخص إيران.» وفي تطوّر لافت، أعلن مصرف «في تي بي 24» المملوك للدولة في روسيا، إغلاق حسابات موظفي السفارة الايرانية في موسكو، لأسباب «تجارية». واتهم السفير الايراني في موسكو سيد محمود رضا سجادي، المصرف ب «الإذعان للولايات المتحدة»، فيما رجّحت الخارجية الروسية أن يكون ذلك نتيجة «تدخلات الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة لتطبيق العقوبات على إيران».