صحيح أن المرأة الأربعينية تستطيع في الزمن الحالي أن تضارع من حيث الأنوثة والجاذبية الشابات في العشرينات بسبب انتشار ثقافة التمارين الرياضية واتباع أسلوب معيشي صحي وحياة مهنية مليئة بالنشاط والحيوية، اضافة الى عنصر الجراحة التجميلية وحتى الطفيفة جداً منها التي تساهم في الحفاظ على وجه مجرد من التجاعيد وعلى شفتين جذابتين. أن عالم الفن يزخر بأمثلة النجمات الرائعات الجمال اللاتي تجاوزن سن الأربعين ولا يزلن قادرات على إدارة الرؤوس سواء في أفلامهن أو في الحياة. وخير دليل على ذلك النجمة الأميركية أوما ثورمان (39 سنة) التي زارت باريس أخيراً للمشاركة في إطلاق عطر نسائي جديد من «جيفانشي»، والذي يجعل منها المنافسة الرسمية لسفيرة عطور الماركة نفسها الممثلة الأميركية أيضاً ليف تايلر (31 سنة). وتدل هذه المنافسة بين نجمتين، إحداهما في مطلع الثلاثينات والثانية في نهايتها، على أن الدار التي تلجأ إليهما للترويج لمنتجاتها، أصبحت لا تفرق بين المرأة الشابة والناضجة وترغب في أن تخاطب هاتين الفئتين على السواء، على عكس ما كان يحدث في السنوات الماضية حيث لم تكن دور الجمال والأناقة تبالي إلا بالشابات تحت سن الثلاثين، ومثلما لا يزال يحدث لدى ماركات معروفة تبيع مبتكراتها للمرأة مهما كان عمرها ولكنها تخاطب الزبونة من خلال سفيرات شابات تعتبرهن الدور بمثابة رمز مثالي لا بد لكل إمرأة أن تسعى إلى تقليده. وحدث أن فقدت النجمة إيزابيلا روسلليني بين ليلة وضحاها مكانتها كسفيرة لعطور ماركة «لانكوم» بمجرد أن تجاوزت سن الأربعين، مثلما حدث بالتحديد مع أوما ثورمان التي حلت مكان روسلليني إلى أن قررت «لانكوم» الاستغناء عن خدماتها وكأن هناك لعنة تستهدف المرأة الأربعينية وتخافها بعض الدور المتخصصة في الجمال. وتكاد سيرة ثورمان تشبه سيرة أي نجمة، فهي تزوجت في العشرين من عمرها من الممثل البريطاني غاري أولدمان لكنها سرعان ما انفصلت عنه بسبب إدمانه الكحول والمخدرات معترفة بأنها وافقت على الزواج منه أصلاً كي يستطيع الحصول على الأوراق الرسمية التي تسمح له بالعمل في الولاياتالمتحدة. وبعد ذلك عاشت ثورمان حكاية حب طويلة مع الممثل والمخرج إيثان هاوك الذي تعرفت إليه في أثناء تصوير فيلم «غاتاكا»، وتكللت حكايتها معه بالزواج وبإنجاب طفلين. غير أن العلاقة أنتهت بالطلاق بإعلان ثورمان أنها لن تتزوج مرة جديدة وستخصص وقتها لعملها ولطفليها وأصدقائها، علماً أن قائمة هؤلاء تضم في مقدمها النجم الفرنسي جيرار دوبارديو منذ أن شاركته أوما ثورمان بطولة فيلم «فاتيل» في نهاية التسعينات.