واشنطن - «نشرة واشنطن» - تتميز النساء اللواتي يعملن في أراضٍ صغيرة ومتواضعة في العالم النامي، بالاجتهاد والكدّ في العمل، وفقاً لمسؤولي التنمية الدولية. وبقليل من الدعم يمكنهن أن يزدن الغلال ويساهمن بقوة في توفير الغذاء لشعوب العالم مستقبلاً. وتدعم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي تعتبر من أبرز المناصرين لقضايا المرأة والمدافعين عنها، استراتيجية التنمية هذه، وتؤمن بحكمة المثل القائل: «الأمور التي بوسعك أن تقيسها، يمكنك أيضاً ان تغيّرها». وهذه الخلفية دفعت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» والمنظمات الشريكة إلى كشف النقاب عن «مؤشر تمكين النساء في الزراعة» في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، على هامش اجتماعات لجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع النساء. وأوضح مدير الوكالة، راجيف شاه، الذي وصف المؤشر بأنه عبارة عن آلية مستحدثة لرصد تقدم المزارعات ومتابعتهن، أن هذا المؤشر يمكن أن يكون بمثابة وسيلة لمساعدة المزارعات في الدول الفقيرة على إنتاج كميات أكبر من المحاصيل واكتساب نفوذ وتأثير أكبر في الاقتصادات الزراعية لبلدانهن. وفي الكثير من الدول النامية، تتكون غالبية القوى العاملة في القطاع الزراعي من الإناث، إذ تنخرط النساء في كل نواحي الإنتاج لكنهن أقل إنتاجية من الرجال بمعدل 30 في المئة، لصعوبة وصولهن إلى الموارد التي تتوافر للذكور. رفع الانتاجية وشرح شاه الاستراتيجية التي ستعتمد لتبديل الوضع، عبر منح النساء القدرة ذاتها على الوصول إلى الأسواق والتكنولوجيا والرساميل والأدوات التي تمنح للرجال، لمساعدتهن على رفع إنتاجيتهن وزيادة إنتاج الغذاء العالمي بمعدل يصل إلى 30 في المئة، أي ما يكفي من الغذاء لإطعام 150 مليون شخص إضافي. وطرح المؤشر كأداة جديدة في السياسة ضمن مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما «الغذاء للمستقبل»، التي أطلقتها الحكومة الأميركية عام 2009، رداً على الضائقة الاقتصادية العالمية التي أعادت نحو 100 مليون شخص إلى الفقر. والغاية من المبادرة تلبية حاجات المستقبل من الغذاء التي ستكون أكبر بنسبة 70 في المئة بحلول عام 2050. وأعلن شاه أنه سيستخدم المؤشر لرصد برامج «الغذاء للمستقبل» وتقويمها، وما يخلفه من أثر على الإناث، وكيف يدعم الدور الأساس الذي يلعبنه في خفض الجوع وتشجيع الرخاء. ويذكر أن الجهود الإنمائية المبذولة في الدول الفقيرة على مدى عقود، لم تزد فرص المزارعات، لهذا فإن المؤشر يرمي وفقاً لشاه، إلى إجراء قياسات منهجية للتأكد من تحقيق الموارد التي تستثمر في تحسين الإنتاج الزراعي، النتائج المرجوة. وسيقيس المؤشر درجة نفوذ النساء في قراراتهن حول الإنتاج الزراعي ومسائل الدخل والوقت واستخدام الموارد، مثل الأراضي والمواشي. وقالت المسؤولة في «مبادرة أوكسفورد للفقر والتنمية البشرية» في «جامعة أوكسفورد» البريطانية، سابينا ألكيري «مؤشر تمكين النساء في الزراعة يمثل تقدماً رئيساً في قدرتنا على قياس التمكين، إذ يتيح لنا فهماً جديداً لمعناه، ويعزز قدرتنا على تطوير قدراتهن أكثر وتحسين حياتهن». يذكر أن مؤشر «جامعة أوكسفورد» و «المعهد الدولي لبحوث السياسة الغذائية» كانا من شركاء «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، في تصميم «مؤشر تمكين النساء في الزراعة» وتطبيقه في ثلاث دول هي أوغندا وغواتيمالا وبنغلادش، وسينطلق هذه السنة في 19 بلداً آخر حيث تنشط مبادرة «الغذاء للمستقبل».