واشنطن - «نشرة واشنطن» - أفادت «منظمة الأغذية والزراعة» (فاو) التابعة للأمم المتحدة، بأن للمزارعات إمكانات في تقليص الجوع وسوء التغذية العالمية بواقع 17 في المئة، شرط إعطائهن فرصاً من الحكومات والمجتمعات. وجاءت تلك الاستنتاجات من ضمن دراسة أصدرتها المنظمة بعنوان «حال الغذاء والزراعة 2010 - 2011: النساء في القطاع الزراعي - ردم الفجوة بين الجنسين لغرض التنمية». والتقت وفود من الدول الأعضاء في المنظمة في روما لبحث تعديل سياسات يمكنها أن تمنح النساء فرصاً أكبر لزيادة غلالهن، إذ إن المساواة بين الجنسين مفيدة للزراعة والأمن الغذائي والمجتمع، وفقاً للتقرير. وأوضح التقرير أن «السياسات العامة يمكن أن تحقق فارقاً، إذ إنه يمكن للحكومات والمجتمعات الأهلية والقطاعات الخاصة والأفراد أن يروّجوا للمساواة بين الجنسين في قطاع الزراعة والأرياف». وتتوقع المنظمة أنه إذا أمكن رفع إنتاج المزارعات بمعدل 20 إلى 30 في المئة، فإن إنتاج الدول النامية من الغذاء يمكن أن يزيد بنسبة أربعة في المئة، كما أن عدد الأفراد المعرّضين لسوء التغذية عالمياً يمكن أن ينخفض بواقع مئة إلى 150 مليون نسمة. وأفادت السفيرة الأميركية المتجوّلة للقضايا النسائية العالمية ميلاني فرفير، بأن «النساء هن في وضع رديء حين يتعلّق الأمر بملكية الأراضي وتأمين حقوق الأراضي والوصول إلى القروض في الدول النامية»، وتابعت ان هذه الفجوة بين الجنسين في قطاع الزراعة تفرض تكاليف حقيقية على المجتمع، تنعكس فقداناً في الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي. ويشير تقرير المنظمة إلى موارد وخدمات أخرى تواجه المزارعات صعوبات في الوصول إليها، مثل امتلاك المواشي وقوة العمل البشرية والتقنيات الجديدة وبرامج المساعدة الزراعية. وقالت نائب وزير الزراعة الأميركي كاثلين ميريغان في اجتماع روما: «إذا أردنا النجاح في تمكين النساء في الزراعة، علينا أن نعمّق فهمنا لأثر عمل الجنسين، خصوصاً في جمع البيانات وتحليلها، وإجراء البحوث وجمع المعلومات حول هذه المسألة من أولويات «مبادرة الغذاء للمستقبل» التي أطلقتها حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما في أيار عام 2010. وأشارت إلى أن البرنامج تبنّى أداة قياس تعرف ب «مؤشر تمكين النساء في الزراعة»، لتأمين مكيال يقوّم ما تحقق من تقدم في مساعدة المزارعات على وصول أكبر للخدمات والإمدادات التي يحتجن إليها. ويشير تقرير المنظمة إلى عدد من التوصيات حول كيفية إغلاق الفجوة بين الجنسين في الوصول إلى الأراضي، وهي السعي لتعديل قوانين محلية تحدّ من قدرة النساء على حيازة الأراضي والاحتفاظ بها، وتوعية المسؤولين المحليين الذين قد يتحاملون على النساء في ممارساتهم التقليدية أو القانونية، وتحسين إلمام النساء بممارسات قانونية قد تعيق محاولاتهن لممارسة الزراعة. وأوضحت فرفير أنه تمخّض عن اجتماع روما مداولات عدة حول تحسين الفرص للنساء في الزراعة. وأضافت ان «تعزيز الجهود المتعددة الجنسيات لإغلاق الفجوة بين الجنسين في الزراعة تمثل استثماراً تجارياً ذكياً يعود بالنفع على البشرية جمعاء». وتواصل اجتماع المنظمة في روما لغاية اول من امس، وكان من بوادر ثماره انتخاب البرازيلي هوسيه غرازيانو دا سيلفا، الذي كان وزير الأمن الغذائي في بلاده، مديراً عاماً للمنظمة. وقاد حملة لانتشال ملايين البرازيليين من الفقر المدقع خلال خمس سنوات، وتقليص سوء التغذية بنسبة 25 في المئة. وعمل لدى المنظمة منذ عام 2006. أما سلفه السنغالي، جاك ضيوف، فسيعتزل منصبه بعد 18 سنة من الخدمة. وأعادت ميريغان الفضل لضيوف في جعل الصندوق مؤسسة «أكثر ديناميكية وأكثر تجاوباً ومحاسبة».