واشنطن - «نشرة واشنطن» - تنتج النساء الأفريقيات معظم المحاصيل ويقمن بمختلف أعمال المزارع، مثل الكثيرات غيرهن في العالم النامي، نتيجة ترك الكثير من الذكور المزرعة وسعيهم وراء أعمال مجزية أكثر دخلاً في المدن. وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أخيراً، إلى أن النساء المزارعات «يحرمن في الكثير من الأحيان من الحصول على أفضل البذور والأسمدة التي تدرّ محاصيل أوفر». وأوضح مسؤول في «المركز الدولي للأبحاث» ديفيد كوك ان النساء «تترك لهن مهمة إدارة أصول متدنّية الإنتاجية جداً وعرضة للمجازفة، ويفلحن مزارعهن بأدوات بدائية ومن دون توجيه أو نصح من موظفي الخدمات الحكومية الذين في إمكانهم أن يرشدوهن إلى سبل زيادة المحاصيل من أراضيهن». واضاف: «تكون مزرعة العائلة غالباً غير مسجلة باسم المرأة، فلا تستطيع أن ترهنها للحصول على قرض، أو ان تحصل على تأمين للمحصول». وإضافة الى العمل على إدراج القضاء على الجوع والفقر المدقع في رأس قائمة الأهداف الإنمائية للألفية، جعلت الولاياتالمتحدة و «برنامج الأممالمتحدة للغذاء العالمي» والمؤسسات الكبرى ووكالات التنمية، ضمان المساواة للنساء المزارعات في الحصول على المساعدات، حجر الزاوية في استراتيجياتها لمكافحة الجوع. وتجسّد ذلك في مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما «الغذاء للمستقبل» التي ستكلف 3.5 بليون دولار، لمساعدة الدول الفقيرة في توفير المواد الغذائية الكافية لمواطنيها عبر الاستثمار في التنمية الزراعية. وتساعد البرامج التي تدعمها الولاياتالمتحدة، المزارعين مربي الدواجن في كينيا من أمثال يونس موكاي، في تربية دواجن سليمة وصحّية. وتبيع موكاي حالياً اللقاحات للمزارعين في كل منطقتها في شرق كينيا. وساعدتها وزارة شؤون المواشي الكينية في الحصول على الطاقة الكهربائية، كي تكون قادرة على تبريد اللقاحات. وضاعفت أغنيس مورآ، التي تزرع الذرة البيضاء ومحاصيل أخرى في أرض تبلغ مساحتها أربعة هكتارات في نيانسيونغو (كينيا)، إنتاجها بعد أن تلقت تدريباً من منظمة «إي سي دي آي/فوكا»، وهي منظمة خاصة غير ربحية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتوصّلت دراسة أجراها «معهد أبحاث السياسات الغذائية الدولية» في واشنطن إلى أن النساء المزراعات في كينيا «يزدن محاصيلهن من الذرة البيضاء والفاصوليا واللوبيا بنسبة 22 في المئة عندما يحصلن على التعليم والخبرة والحبوب والسماد التي يحصل عليها أقرانهن من الرجال». وأوضحت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» في إرشاداتها التوجيهية لمبادرة «الغذاء للمستقبل» انها ستدمج الاهتمامات بالمساواة بين الجنسين «في كل استثماراتنا ونساعد الدول الشريكة والشركاء العاملين على تطبيق البرنامج في تعزيز قدرتها على دراسة الآثار السلبية لعدم المساواة في الوصول والسيطرة على الأصول، التي تؤثر في النساء المشاركات في كل مراحل السلسلة الزراعية ذات القيمة». وتبقى أعلى نسبة من الذين يعانون من سوء التغذية في منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي 30 في المئة.