طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أدلى ملايين الايرانيين بأصواتهم أمس، في انتخابات نيابية هي الأولى منذ «فتنة» انتخابات الرئاسة عام 2009، وحرصت السلطات على تقديمها بوصفها تأكيداً لمساندة الشعب النظام، في مواجهته مع الغرب، بسبب البرنامج النووي لطهران. وفي غياب الإصلاحيين الذين قاطعوا الاقتراع بسبب الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009، انحصر التنافس بين التيار الأصولي المحافظ، خصوصاً قائمة «الجبهة المتحدة للأصوليين» التي تُعتبر مؤيدة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، وقائمة «جبهة الاستقامة» المساندة للرئيس محمود أحمدي نجاد، فيما تزعّم النائب المحافظ البارز علي مطهري، أحد أعداء الحكومة، قائمة «صوت الشعب». رئيس جديد؟ ويعتبر محللون ان خسارة أنصار نجاد، ستضمن انتخاب رئيس جديد للبلاد العام المقبل، من معسكر المرشد، فيما ان فوز فريق نجاد سيمكنه من التأثير في انتخابات الرئاسة، ومحاولة تسليم المنصب لمدير مكتبه، اسفنديار رحيم مشائي. وتنافس في الانتخابات 3467 مرشحاً على 290 مقعداً تمثل 207 دوائر انتخابية. وثمة أكثر من 48 مليون ناخب، أدلوا بأصواتهم في أكثر من 47 ألف مركز اقتراع. وبدأ التصويت بطيئاً في شمال طهران، لكنه تحسّن لاحقاً، فيما شكّل الناخبون طوابير في الأحياء الفقيرة في العاصمة وفي الريف. وأكد عباس علي كدخدائي، الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات، أن نسبة المشاركة تفوق بنسبة 9 في المئة، المُسجّلة في الانتخابات السابقة عام 2008 (51 في المئة)، مشيراً الي أن المجلس «لم يستلم شكاوي عن حدوث مخالفة قانونية مهمة في مراكز الاقتراع». لكنه لفت الى أن فرق التفتيش التابعة للمجلس «تعالج مشاكل محدودة حدثت في بعض المراكز». وتحدث وزير الداخلية مصطفي محمد نجار عن «طوابير طويلة للمشاركة في الانتخابات»، لافتاً الى «تصويت الكتروني في 14 دائرة انتخابية». وأشار الى أن النتائج ستُعلن بعد 48 - 72 ساعة على انتهاء التصويت، مؤكداً أن ذلك سيحدث في شكل «اكثر سرعة» من الدورات السابقة. خامنئي وأدلى المرشد بصوته في حسينية الإمام الخميني في طهران، معتبراً الاقتراع «واجباً، مثل أداء الصلاة، والانتخابات تحمل رسائل الى الأصدقاء والأعداء». وقال: «شهدت الفترة الأخيرة حملة إعلامية ضخمة وتهديدات وضغوطاً على ايران. القوى المتعجرفة تستأسد علينا، لتحافظ على هيبتها. وكلما زاد عدد المصوتين، سيكون ذلك أفضل لمستقبل إيران ومكانتها وأمنها». رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني الذي اقترع في مدينة قم، اعتبر الانتخابات «ساحة للتنافس، لا للعداء»، قائلاً: «علينا أن نعطي الأعداء درساً بأننا متحدون وصامدون». واقترع نجاد في طهران، فيما أدلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، وحسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، بصوتيهما في حسينية جماران في طهران، كما اقترع الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي في بلدة دماوند في ضواحي العاصمة. وقال رفسنجاني: «اذا كانت نتيجة الانتخاب ما يريده الشعب وما وضعه في صناديق الاقتراع، سنحصل بإذن الله على برلمان جيد». وتوقّع سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي أن يضم البرلمان الجديد «كلّ التكتلات والتيارات» في البلاد، و «ألا ينال أحد الغالبية» فيه، فيما اعتبر خطيب صلاة الجمعة كاظم صديقي ان «الشعب الايراني هو الفائز الحقيقي في الانتخابات التي فقأت عين العدو وأفشلت خططه».